العربية
في لقائه بمنتسبي العتبة المقدسة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة:(إن كل الأعمال العبادية المتعلقة بأحد المعصومين عليهم السلام ما لم يكن معها "عرفان بحق المعصوم" فأنها لن تكون أعمالا ذات قيمة، ولا تكون عبادية).
الاخبار

في لقائه بمنتسبي العتبة المقدسة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة:(إن كل الأعمال العبادية المتعلقة بأحد المعصومين عليهم السلام ما لم يكن معها "عرفان بحق المعصوم" فأنها لن تكون أعمالا ذات قيمة، ولا تكون عبادية).

منذ ١٠ سنين - ٤ فبراير ٢٠١٤ ٢٣٨١
مشاركة
مشاركة

ضمن اللقاء الأسبوعي الذي يقوم به الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة مع منتسبي العتبة أكد في حديثه حول زيارة قبور أئمة أهل البيت(ع) أنها ولكوننا خدما لأمير المؤمنين(عليه السلام) تقع على عاتقنا مسؤولية تثقيف أنفسنا وتثقيف المجتمع المؤمن حول ما تعنيه هذه الزيارة في الإسلام وفي علقتنا بمقدساتنا لذا ينبغي علينا أن تكون لنا رؤية واضحة عن الغايات الأساسية الكبرى التي يريدها الله تبارك وتعالى من هذه الزيارة.

في لقائه بمنتسبي العتبة المقدسة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة:(إن كل الأعمال العبادية المتعلقة بأحد المعصومين عليهم السلام ما لم يكن معها "عرفان بحق المعصوم" فأنها لن تكون أعمالا ذات قيمة، ولا تكون عبادية).
ملء الشاشة

ضمن اللقاء الأسبوعي الذي يقوم به الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة مع منتسبي العتبة أكد في حديثه حول زيارة قبور أئمة أهل البيت(ع) أنها ولكوننا خدما لأمير المؤمنين(عليه السلام) تقع على عاتقنا مسؤولية تثقيف أنفسنا وتثقيف المجتمع المؤمن حول ما تعنيه هذه الزيارة في الإسلام وفي علقتنا بمقدساتنا لذا ينبغي علينا أن تكون لنا رؤية واضحة عن الغايات الأساسية الكبرى التي يريدها الله تبارك وتعالى من هذه الزيارة.

وعقب قائلا:(والغايات الأساسية لهذه الزيارة يمكن تصنيفها الى صنفين الأول هو الجانب الأخروي حيث أن الله تبارك وتعالى جعل لهذه الزيارات أبواباً من الثواب لديه بحيث أن الإنسان المؤمن إذا جاء بها بالطريقة المثلى لحصل على هذا الأجر والثواب في زيارته، وطبيعي أن يكون الثواب مشروطاً بشرائط معينة وقد أشرنا في محاضرات سابقة إلى بعضها .

ولكن للعبادات الإسلامية وراء هذا البعد الديني أبعاداً أخرى يجب أن تنعكس على شخصية الإنسان المؤمن في حياته الدنيا أيضا بل إن البعد الديني لا يتحقق إلا إذا تبلور ذلك العمل في شخصية الإنسان وكيانه، فالصلاة ينبغي أن تصبح ركناً في شخصية الإنسان المصلي وهكذا بالنسبة للأعمال العبادية الأخرى لا يكتفي فيها ا نياتي الإنسان بها أعمالا وأذكاراً فحسب وإن أسقط الإنسان بها الواجب إلا أن المطلوب فيها .

وهكذا فأن الزيارة للمعصومين عليهم السلام بهذا المستوى ، بمعنى أن الإنسان لا ينال شيئاً من ثوابها الحقيقي إلا إذا استوفى شرائطها التي وضعها الله تعالى لها ومن هذه الشرائط ما ذكرته الروايات هي حق المعصوم المزور.

ويردنا السؤال المهم ما لذي يعنيه عرفان الحق للمعصوم؟

وهو سؤال مهم ، وكما قلت لابد لكل منا أن تكون له رؤية واضحة في هذا العرفان إذ وكما سبق ان جميع الأعمال والشعائر التي تتعلق بالمعصومين عليهم السلام لا أهمية لها بدون (عرفان الحق ) .

وهذا يدعونا إلى السؤال عن الطريق إلى عرفان الحق هذا .. وفي معرفة هذا الطريق نعود إلى التي وردت عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام الذي يوصلنا في هذا المجال .

 ومن جملة تلك الأحاديث ما رواه الشيخ الطوسي بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام قال ( من حديث ( من زار أمير المؤمنين عليه السلام عارفا بحقه أي وهو يعترف بإمامته ووجوب طاعته وإنه الخليفة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حقاً ، غير متجبر ولا متكبر ، كتب الله عزوجل له أجراً مئة ألف شهيد ..... إلى آخر الحديث ).

وعن محمد بن سليمان ، قال سالت أبا جعفر عليه السلام عن رجل حجَّ حجة الإسلام .. إلى أن يقول : ( ثم أتى المدينة فسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم أتاك عارفا بحقك ، يعلم أنك حجة الله عزوجل على خلقه ، وبابه الذي يؤتى منه ، فسلم عليك ).

وعن حمزة بن حمران ، قال : قال الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام :( يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس ، من زاره إليها عارفاً بحقه أخذته بيدي يوم القيامة فأدخلته الجنة ، وإن كان من أهل الكبائر . قال : قلت جعلت فداك وما عرفان حقه ؟ قال : يعلم انه إمام مفترض الطاعة شهيد ... ).

وعن أبي عبد اله بن الفضل الهاشمي ، قال كنت عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ، فدخل رجلٌ من أهل طوس فقال : يا إبن رسول الله ، ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام )؟.

فقال : (من زار قبر الحسين عليه السلام وهو يعلم أنه إمام من قبل الله عزوجل ، مفترض الطاعة على العباد ، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ...) الى غير ذلك من الأحاديث .

ومع وقفة قصيرة عند هذه الاحاديث ، نرى أنها تقيم عرفان الحق على دعائم أساسية لا تختص في حدود الزيارة فحسب وإنما هي تمضي مع المؤمن في إيمانه وعقيدته ، وأخلاقه وسلوكه وسائر ما يوثق علاقته مع الخط الإيماني العميق من مشاعره ، وهذا ما سيردنا الحديث عنه إن شاء الله تعالى .