العربية
الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال لقائه الاسبوعي بالمنتسبين .. مشهد الغدير مشهدٌ خالدٌ مسلّم به لدى جميع المذاهب الإسلامية
الاخبار

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال لقائه الاسبوعي بالمنتسبين .. مشهد الغدير مشهدٌ خالدٌ مسلّم به لدى جميع المذاهب الإسلامية

منذ ٩ سنين - ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤ ٢١٤٣
مشاركة
مشاركة

التقى الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين يوم الثلاثاء السادس والعشرون من ذي الحجة للعام الهجري 1435الموافق 21/10/2014 ميلادية وذلك ضمن لقائه الاسبوعي الدوري بالمنتسبين.

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال لقائه الاسبوعي بالمنتسبين .. مشهد الغدير مشهدٌ خالدٌ مسلّم به لدى جميع المذاهب الإسلامية
ملء الشاشة

التقى الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين يوم الثلاثاء السادس والعشرون من ذي الحجة للعام الهجري 1435الموافق 21/10/2014 ميلادية وذلك ضمن لقائه الاسبوعي الدوري بالمنتسبين.

وأكد سماحة الشيخ زين الدين خلال اللقاء على أهمية ذكرى يوم الغدير الأغر في التاريخ الاسلامي ، مؤكدا بأن الغدير مشهد وموقف خالد لدى جميع المذاهب الاسلامية .

وقال في نص حديثه مع المنتسبين : الحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على خيرته من خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين المنتجبين واللعن الدائم على أعدائهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين .

"من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاده وانصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيثما دار" .

ان مشهد الغدير مشهد خالد مسلّم به لدى جميع المذاهب الإسلامية ولا خلاف بين الجميع أن موقف الغدير الثابت مع اختلاف الألفاظ ولبابه (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)، والمشكلة أنه في الوقت الذي ينبغي للمسلمين عامة بكل طوائفهم ومذاهبهم أن يكون المنطلق في التعامل مع علي بن أبي طالب(عليه السلام) بموقف الغدير ، أصبح موقف الغدير الركن لاختلاف المذاهب بعضهم مع البعض الآخر.

وهو سؤال لا جواب عليه فباعتبارنا مسلمين بمعنى أي مسلّمون وجوهنا لله (جلَّ وعلا )فلا وجود للمسلم ولا كيان له إلا من حيث يخضع لله تعالى، وفيما بين الإنسان وبين الله تعالى لا يكون المسلم مسلماً حقيقياً إلا إذا سلّم إلى الله سبحانه وتعالى، وعلى هذا الأساس يجب أن ننطلق بكل ما نأخذه من الإسلام بكل عقيدة وحكم من مفهوم إسلامنا لله ما يأمرنا الله علينا الأخذ به وما ينهانا عنه يجب علينا أن ننتهي عنه فإذا كان الأمر كذلك يقول الرسول(صلى الله عليه وآله):(من كنت مولاه فهذا علي مولاه) يجب أن نأخذ المولوية لعليٍّ(عليه السلام) أمراً مسلماً إلهياً درجة أعطاها الله تعالى لعليٍّ(عليه السلام) يجب علينا أن نسلم بها إلى الله، وهذا مقتضى كوننا مسلمين ومؤمنين تأتي الآية الأخرى(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) إذن ما يرسمه الرسول(صلى الله عليه وآله) على المسلمين المؤمنين يجب على المسلم أن يأخذ به مطلقاً بل(لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ) ثم تأتي التتمة لأن الإسلام ليس إسلاماً قوليّاً ومجاملة وإنما حتى في أعماق النفوس ما دام أمر الرسول(صلى الله عليه وآله) لا يجوز للإنسان أن يتلكأ فيه(ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ) فإذا تبلورت هذه القضية وأخذ الإنسان من الله تعالى والرسول(صلى الله عليه وآله) أحكامه الشرعية معتبراً أن الأحكام الشرعية وظيفتها الأساس حتى في أعماق نفسه عندئذ يتحقق إسلام المرء والتسليم والإيمان(وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

إذا كان الأمر كذلك يأتي السؤال: هل أن الخلاف حول حديث الغدير حقيقي أو مفتعل؟

نأتي إلى كتب المذاهب الإسلامية نجدها مملوءة بفضائل علي(عليه السلام) وهذه الفضائل جارية من القرآن الكريم والرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) أي من الحجة الإلهية، فهي ليست فضيلة بقدر ما هي شرط من شرائط علاقة المسلم مع الله(إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)، (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ)، (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) هذه الآيات التي تأمر باتباع الرسول(صلى الله عليه وآله) ليست فضائل بل هي أساس وبينات وحجج إلهية يجب على المسلمين أن يتبعوها في علاقتهم مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) لما لماذا يأتي النبي إلى قوله:(إن هذا أخي ووصيي وخليفتي من بعدي) تعتبر فضيلة لعلي بن أبي طالب؟! لما أدخلت في باب الفضائل بمعنى أنها دلّت على تميّز ومقام رفيع أعدّه الله لعليٍّ(عليه السلام) ولأهل البيت(عليهم السلام) فعندما تأتي إلى آية(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) وهذه ليست فضيلة لأهل البيت إنما حجة إلهية فرضها على المسلم، فالمسلم يتعامل مع هذه الصفوة المطهرين من الرجس بأمر الله تعالى، والحديث عن أبي بكر أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) خيّم خيمة(اللهم هؤلاء أهل بيتي أنا سلم لمن سالمهم حرب لمن حاربهم ولي لمن والاهم لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد لا يبغضهم إلا شقي الجد رديء المولد) وهذه حجج إلهية يجب علينا الالتزام بها في التعامل مع هؤلاء المطهرين، فمن غير الممكن أن تكون هذه الأمور في باب الفضائل، من هنا بدأت التفرقة فلا يمكن لمسلم أن لا يأخذ بقول الرسول(صلى الله عليه وآله) أو يأخذ بقوله علانية ويخالف في أعماق قلبه، القرآن الكريم نفسه قبل الرسول(صلى الله عليه وآله) يؤكد على(إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)، (آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) فالقرآن يأمر باتباع كل آية وكل دلالة ولهذا القرآن الكريم حتى ظاهره من باطنه ألزم الله تبارك وتعالى رسول الله(صلى الله عليه وآله) لكي يبين القرآن ويعتبر كل كلمة صدرت من الرسول(صلى الله عليه وآله) هي حجة من الله على عباده وهنا الطريق الواضح بمعنى عندما الشخص عندما يدخل للإسلام بصحيفة بيضاء إلا ما يكتبه القرآن ومحمد(صلى الله عليه وآله) هي دستور حياتك، فحيث يردك أمر أو بينة من الرسول(صلى الله عليه وآله) إعلان لموقع معين فيجب الأخذ به لأن هذا هو الإسلام(مَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ) لأنه(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) وعلى هذا الأساس ما دمنا مسلمين نعتبر ما يأتي عن القرآن والرسول(صلى الله عليه وآله) هو أسس إسلامنا، فعندما يقول رسول الله(صلى الله عليه وآله)(من كنت مولاه) سبقها بكلمة(ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم) لكي يقول أن هذه الولاية مثل تلك، وولاية الله تعني أنه تعالى المتصرف المطلق في حق الإنسانية وحق الوجود كله لأنه الخالق البارئ المصور، وبعدها ولاية الرسول(صلى الله عليه وآله) إلى اي حدٍّ تكون(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) أي كما أن الله أولى بالإنسان من نفسه فولاية محمد على الناس أولى بهم من أنفسهم، فلما يربط الرسول(صلى الله عليه وآله) ولاية علي بهذا المستوى، يربط ولايته(صلى الله عليه وآله) بولايته(عليه السلام) ولهذا قال(من كنت مولاه فهذا علي مولاه)، فلا غموض واشتباه في ذلك وهذه هي الطريقة الأولى التي يبدأ الإنسان بها مما كتبه الله من حجج في قلبه وعقله وسلوكه بمعنى ليس في وجوده وكيانه كمسلم إلا أمر الله سبحانه وتعالى.

الطريقة الثانية إن الإنسان يدخل الإسلام ويحمل رايته يعجبه فلان من الناس فيكتب كلامه قبل كلام الله سبحانه وتعالى، فإذا يملأ صحيفته من كلام فلان وفلان وتأتي كلمة الله كلمة الله مع هذه الارتباكات الموجودة، أي لا ينطلق من إسلامه من نفس ضافية بل اعتبر لصحابي ما درجة أسمى، والنتيجة(قاتل سيدنا فلان سيدنا فلان"رضي الله عنهما") بمعنى العقيدة التي ينطلق منها الإنسان في التعامل مع البينات الإلهية هذه العقيدة ليس صافية صفاءً مطلقاً للحجة الإلهية.

ولهذا فان أتباع أهل البيت(عليهم السلام) ليس لديهم كلمة صادرة من أعظم شخصيات التاريخ الشيعي لا تكون لكلمته قدسية مثل كلمة المعصوم حتى العباس(عليه السلام) إنما حصل موقعه لأن كلمة المعصوم صدرت في حقه، وكذلك مسلم بن عقيل وزينب(عليها السلام) فعندما يروون حديثا يكون له قدسية ليس لأنه منهم وإنما لأن كلمة المعصوم صدرت في بالثناء عليهم وهم طرق المعصوم إلينا صلوات الله عليهم.