ويخوض الباحث في موضوع بكر تكاد تندر فيه الدراسات التّطبيقية النــقدية المؤسسة لركائز المصطلح وآليات اشتغاله في النصــوص اذ عمد إلى دراسـة معيار ( الإعلامية ) وتبيان ماهيته و مختلف مفاهــيمه و محــاولة تطبيقـه على نصوص شعرية من مدونات العتــــبات المــقدســة في بحث عنوانه: (( إعلامية المدونات الشعرية في العتبات المقدسة))، وقد تم تناوله من قبل الباحث وفق الأسس النقدية الحديثة معتمدا على المنهج الوصفي التحليلي والإحصائي في بعض أجزائه حسبما اقتضته طبيعة فقرات البحث والميل إلى التعليل وترتيب الأفكار ووضوحـــها مما يفتح المجال للخــوض في موضــوع الدراسة، ليستطيع بذلك معالجة الإشكالية الآتية
كيف يتجلى معيار الإعلامية في هذه المدونات الشعرية، وما مقاصدها؟
و ما الآليات التي تحقق لها رفع كفاءتها ؟ وما مدى توافرها بتلك المدونات ؟
وتكمن أهمية البحث في أنَّه تصدى لموضوعين غاية في الأهمية؛ الأول لغوي نقدي صرف ( الإعلامية ) والثاني هو الحضارة العمرانية والزخرفة الكتابية(المدونات الشعرية) في العتبات المقدسة، وفي حدود اطلاعي أكاد أجزم أنّ المكتبة البحثية يندر فيها أي بحث يخص هذين الموضوعين.
يوصي الباحث بضرورة تكثيف الجهود اللغوية والأدبية في تناول معيار الإعلامية وتطبيقه على نصوص أخرى كثيرة ؛ لما بدا من أهميته ودواعيه
ويدعو الباحث من خلال هذه الدراسة إلى تأسيس دراسات منهجية رصينة وفق منهج نقديّ حديث؛ ويتطلّع لأن تكون هذه الدراسة أنموذجاً للممارسة النقدية المستندة إلى منهج واضح متكامل، وأن تفتح الباب أمام دراسات نقدية تثري التراث الإنساني والنشاط الثقافي للعتبات المقدسة في العراق، وتكسبه خاصية التداول، وتضمن له الاستمرارية، وتضفي عليه سمة التجدد.
وتمثل المدونات الشعرية (التأريخ الشعري) مصدرا مهما من مصادر الدراسات التاريخية للعتبات المقدسة، فضلا عن أهميتها الأدبية حيث أسقط عليها الشاعر مشاعره وانفعالاته للتعبير عن مكنونات ارتباطه العقدي والديني بالممدوح واظهار غاية الاحترام والتبجيل لتلك الذات المقدسة.. ولأهمية هذا اللون من الشعر يوصي الباحث بإفاضة الحديث عنه ودراسته دراسة منفردة.
وبهذا الخصوص يختم الباحث بالقول " إنّ ما قدَّمته في هذه الدراسة هو غيض من فيض، لأنّ نصوص المدونات الشعرية في العتبات المقدسة ما تزال مكتنزة للجمال وتحتاج إلى استنطاقات أخرى وآليات مختلفة تكشف عن مكنوناتها وتحاول سبر أغوارها "