وأشار سماحة الامين العام للعتبة العلوية المقدسة في كلمة له أمام الوفد الطبي الدولي، قائلا: كلكم تعلمون ان علم اليوم هو جهل الامس وان علم اليوم هو جهل الغد، وهذه الحكمة تحملكم مسؤولية لها بعدين رئيسين الاول القرب من محمد وآل محمد من خلال بناء الشخصية:(وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين)، فالله عز وجل لا يريد المؤمنين كبقية البشر وانما يريد ان تكون القيادة بأيديهم وان المؤمنين اذا اكتفوا بان يكتب(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين).

والثاني العلو الكمالي هو الخدمة، كل منّا مثلٌ لنور محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، المؤمن شعلة متوجهة خلقا وعلما، ان الخير متجسد في كل هذا والامل بكم جميعا درجاتكم العلمية والشخصية الاخلاقية والانسانية هي المثل الاعلى، وعلى كل منكم أن يحاسب نفسه على هذين البعدين، فلا ترضوا بغير درجة القيادة في العلم، ولا ترضوا لأنفسكم الا ان تكونوا مثلا لآل محمد(صلى الله عليه وآله وسلم).

وأكد سماحة الامين العام بقوله :" الذي اقصده من الحديث سؤالان: لماذا قدمتم من بلدانكم الى هذا المكان؟ : هنالك مرحلتان: هل انكم مكتملون ذاتيا في خط محمد وآل محمد(صلى الله عليه وآله) وتخدموا اوليائه، أم انتم هنا ازددتم صلة بأصحاب المراقد المقدسة؟.

الجواب: للمرحلة الاولى فاني أكبركم ان تكونوا نظراتكم هذه، فالإنسان يجب ان لا يكون معجباً بنفسه وانه كامل .. فذلك ان الانسان سوف يقل وينحط وانما الانسان مهما كان كاملا وعارفا اخلاقيا، يبقى ليطلب المزيد لانه بطلب المزيد تستمر الحياة ومع طلب الاستقامة، عليكم  ان تشعروا في اعماقكم بانكم في هذه السنة ازددتم قربا وازددتم صلة بأصحاب هذه المراقد الطاهرة وبنيتم شخصيتكم على اساس هذا القرب وهذه الصلة .

ومن هذا المنطلق يجب ان تكون نظرتكم للحياة هذه لان احاديث اهل البيت تشير الى ان الأنسان يجب ان لاتصل نفسه الى مرحلة العجب وقد ورد عن الصادق عليه السلام بالقول: "يا بني لا تخرج نفسك من دائرة التقصير فتهلك"، لان الانسان اذا اعتبر نفسه كاذبا او ليس له التزاما فأن النفس تصل الى درجة الانحطاط ، وان الانسان مهما بلغ من درجة الكمال والرفعة يبقى يطلب المزيد لأنه بطلب المزيد استمرار الحياة وبعكسه تكون النهاية وهنا مقصد الامام بكلمة "فتهلك ".

وختم الامين العام للعتبة العلوية كلامه بتقديم كتب الشكر والتقدير للوفد المشارك تقديرا لما ما بذلوه من جهود في خدمة الزائرين خلال المناسبة ، فيما قدم رئيس الوفد الطبي الدولي درع المنظمة الطبية الدولية الى سماحة الامين العام تقديرا لجهوده الداعمة لعمل الفريق الطبي التابع للمنظمة الدولية في خدمة الزائرين الكرام .