العربية
المرقد العلوي الطاهر يتزيَّن بآلاف الورود الطبيعية في ذكرى ولادة عقيلة بني هاشم الحوراء زينب الكبرى عليها السلام
الاخبار

المرقد العلوي الطاهر يتزيَّن بآلاف الورود الطبيعية في ذكرى ولادة عقيلة بني هاشم الحوراء زينب الكبرى عليها السلام

منذ ٩ سنين - ٢٦ فبراير ٢٠١٥ ٢٤٢٦
مشاركة
مشاركة

تزينت أروقة المرقد العلوي الطاهر والصحن الحيدري الشريف بآلاف الورود الطبيعية احتفاءً بذكرى ولادة عقيلة بني هاشم الحوراء زينب عليها السلام .

المرقد العلوي الطاهر يتزيَّن بآلاف الورود الطبيعية في ذكرى ولادة عقيلة بني هاشم الحوراء زينب الكبرى عليها السلام
ملء الشاشة

قبس من سيرتها العطرة :

كانت ولادة الميمونة الطاهرة ، والدرة الفاخرة ، في اليوم الخامس من شهر جمادى الاولى ، في السنة الخامسة - أو السادسة للهجرة - على ما حققه بعض الافاضل . وقيل في غرة شعبان في السنة السادسة .

ولدت في حياة جدها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكانت لبيبة جزلة عاقلة لها قوة جنان ، فإن الحسن ( عليه السلام ) ولد قبل وفاة جده بثمان سنين ، والحسين ( عليه السلام ) بسبع سنين وزينب الكبرى بخمس سنين انتهى كلامه .

ولما ولدت ( عليها السلام ) : جاءت بها أمها الزهراء إلى أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام ) وقالت له : سم هذه المولودة ؟ فقال ( ع ) ما كنت لاسبق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان في سفر له ، ولما جاء النبي (صلى الله عليه وآله ) وسأله عن اسمها فقال : ما كنت لاسبق ربي تعالى ، فهبط جبرائيل يقرأ على النبي (صلى الله عليه وآله ) السلام من الله الجليل وقال له : سم هذه المولودة ( زينب ) فقد اختار الله لها هذا الاسم ، ثم أخبره بما يجري عليها من المصائب ، فبكى النبي (صلى الله عليه وآله ) وقال : من بكى على مصاب هذه البنت كان كمن بكى على أخويها الحسن والحسين ( عليهما السلام )

وتكنى بأم كلثوم ، وأم الحسن ، وتلقب : بالصديقة الصغرى ، والعقيلة ، وعقيلة بني هاشم ، وعقيلة الطالبيين

والموثقة ، والعارفة ، والعالمة غير المعلمة ، والكاملة ، وعابدة آل علي ، وغير ذلك من الصفات الحميدة والنعوت الحسنة ، وهي أول بنت ولدت لفاطمة صلوات الله عليها .

ولقد كانت نشأة هذه الطاهرة الكريمة وتربية تلك الدرة اليتيمة في حضن النبوة ، ودرجت في بيت الرسالة ، رضعت لبان الوحي من ثدي الزهراء البتول ، وغذيت بغداء الكرامة من كف ابن عم الرسول (صلى الله عليه وآله ) فنشأت نشأة قدسية وربيت تربية روحانية متجلببة جلابيب الجلال والعظمة ، متردية رداء العفاف والحشمة ، فالخمسة أصحاب العباء ( عليه السلام ) هم الذين قاموا بتربيتها وتثقيفها وتهذيبها ، وكفى بهم مؤدبين ومعلمين . ولما غربت شمس الرسالة ، وغابت الانوار الفاطمية ، وتزوج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بإمامة بنت أبي العاص وأمها زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله ) بوصية من الزهراء ( عليها السلام ) إذ قالت : وأوصيك أن تتزوج بأمامة بنت أختي زينب ، تكون لولدي مثلي فقامت أمامة بشؤون زينب خير قيام كما كانت تقوم بشؤون

بقية ولد فاطمة ( ع ) ، وكانت أمامة هذه من النساء الصالحات القانتات العابدات ، وكانت زينب ( عليها السلام ) تأخذ التربية الصالحة والتأديب القويم من والدها الكرار وأخويها الكريمين الحسن والحسين ( عليهما السلام ) إلى أن بلغت من العلم والفضل والكمال مبلغا عظيما .

أما شرفها ( عليها السلام ) : فهو الشرف الباذخ الذي لا يفوقه شرف ، فإنها من ذرية سيد الكائنات وأشرف المخلوقات محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : كل بني أم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم ، وعنه (صلى الله عليه وآله ) : أن الله عزوجل جعل ذرية كل نبي في صلبه ، وأن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . فهذا الشرف الحاصل لزينب ( عليها السلام ) شرف لا مزيد عليه ، فإذا ضممنا إلى ذلك أن أباها علي المرتضى وأمها فاطمة الزهراء ، وجدتها خديجة الكبرى ، وعمها جعفر الطيار في الجنة وعمتها أم هانئ بنت أبي طالب ، وأخواها سيدا شباب أهل الجنة ، وأخوالها وخالاتها أبناء رسول الله (صلى الله عليه وآله ) وبناته ، فماذا يكون هذا الشرف وإلى أين ينتهي شأوه ويبلغ مداه ، وإذا ضممنا إلى ذلك أيضا علمها وفضلها وتقواها وكمالها وزهدها وورعها وكثرة عبادتها ومعرفتها بالله تعالى ، كان شرفها شرفا خاصا بها وبأمثالها من أهل بيتها ومما زاد في شرفها ومجدها أن الخمسة الاطهار أهل العباء ( عليهم السلام ) كانوا يحبونها حبا شديدا .

وأما علمها ( عليها السلام ) ، فهو البحر لا ينزف فإنها سلام الله عليها هي المترباة في مدينة العلم النبوي ، المعتكفة بعده ببابها العلوي ، المتغداة بلبانه من أمها الصديقة الطاهرة سلام الله عليها ، وقد طوت عمرا من الدهر مع الامامين السبطين يزقانها العلم زقا فهي [ اغترفت ] من عباب علم آل محمد ( صلوات الله عليهم) وعباب فضائلهم الذي اعترف [ به ] عدوهم الالد يزيد الطاغية بقوله في الامام السجاد ( عليها السلام ) : أنه من أهل بيت زقوا العلم زقا ، وقد نص لها بهذه الكلمة ابن أخيها علي بن الحسين ( عليه السلام ) : أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة ، يريد ( عليه السلام ) أن مادة علمها من سنخ ما منح به رجالات بيتها الرفيع أفيض عليها إلهاما لا يتخرج على أستاذ أو أخذ عن مشيخة ، وإن كان الحصول على تلك القوة الربانية بسبب تهذيبات جدها وأبيها وأمها وأخويها أو لمحض انتمائها ( عليها ) إليهم واتحادها معهم في الطينة المكهربين لذاتها القدسية ، فازيحت عنها بذلك الموانع المادية وبقي مقتضى اللطف الفياض وحده وإذ كان لا يتطرقه البخل بتمام معانيه عادت العلة لافاضة العلم كله عليها بقدر استعدادها تامة فافيض عليها بأجمعه إلا ما اختص به ائمة الدين ( عليهم السلام ) من العلم المخصوص بمقامهم الاسمى ، على أن هناك مرتبة سامية لا ينالها إلا ذو حظ عظيم وهي الرتبة الحاصلة من الرياضات الشرعية والعبادات الجامعة لشرائط الحقيقة لا محض الظاهر الموفي لمقام الصحة والاجزاء ، فإن لها من الآثار الكشفية ما لا نهاية لامدها ، وفي الحديث : من أخلص لله تعالى أربعين صباحا انفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ، ولا شك أن زينب الطاهرة قد أخلصت لله كل عمرها فماذا تحسب أن يكون المنفجر من قلبها على لسانها من ينابيع الحكمة .

وأما عبادتها : فهي تالية أمها الزهراء ( عليها السلام ) وكانت تقضي عامة لياليها بالتهجد وتلاوة القرآن ، ففي ( مثير الاحزان ) للعلامة الشيخ شريف الجواهري ( قدس سره ) : قالت فاطمة بنت الحسين (عليها السلام ) وأما عمتي زينب فإنها لم تزل قائمة في تلك الليلة أي العاشرة من المحرم في محرابها ، تستغيث إلى ربها ، فما هدأت لنا عين ولا سكنت لنا رنة .

وعن الفاضل النائيني البرجردي : أن الحسين لما ودع أخته زينب وداعه الاخير قال لها : يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل ، وهذا الخبر رواه هذا الفاضل عن بعض المقاتل المعتبرة .

وأما زهدها (عليها السلام ) : فيكفي في إثباته ما روي عن الامام السجاد من أنها (عليها السلام ) ما أدخرت شيئا من يومها لغدها أبدا .

وفي كتاب ( جنات الخلود ) ما معناه : وكانت زينب الكبرى في البلاغة ، والزهد ، والتدبير ، والشجاعة ، قرينة أبيها وأمها ، فإن انتظام أمور أهل البيت بل الهاشميين بعد شهادة الحسين ( عليه السلام ) كان برأيها وتدبيرها . وعن النيسابوري في رسالته العلوية : كانت زينب بنت علي في فصاحتها وبلاغتها وزهدها وعبادتها كأبيها المرتضى ( عليه السلام ) ، وأمها الزهراء ( عليها السلام ) .

[ عقيلة أهل بيت الوحي بنت * الوصي المرتضى مولى الموالي ]

[ شقيقة سبطي المختار من قد * سمت شرفا على هام الهلال ]

[ حكت خير الانام علا وفخرا * وحيدر في الفصيح من المقال ]

[ وفاطم عفة وتقى ومجدا * وأخلاقا وفي كرم الخلال ]

[ ربيبة عصمة طهرت وطابت * وفاقت في الصفات وفي الفعال ]

[ فكانت كالائمة في هداها * وإنقاذ الانام من الضلال ]

[ وكان جهادها بالليل أمضى * من البيض الصوارم والنصال ]

[ وكانت في المصلى إذ تناجي * وتدعو الله بالدمع المذال ]

[ ملائكة السماء على دعاها * تؤمن في خضوع وابتهال ]

[ روت عن أمها الزهراء علوما * بها وصلت إلى حد الكمال ]

[ مقاما لم يكن تحتاج فيه * إلى تعليم علم أو سؤال ]

[ ونالت رتبة في الفخر عنها * تأخرت الاواخر والاوالي ]

[ فلولا أمها الزهراء سادت * نساء العالمين بلا جدال ]

إنّ المشهور أنّ وفاة السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) كان في يوم الأحد مساء الخامس عشر من شهر رجب ، مِن سنة 62 للهجرة .. فسلام عليها ولدت ،ويوم توفيت ، ويوم تبعث مع آبائها الطاهرين الاطهار .