العربية
المرقد العلوي الطاهر والصحن الحيدري الشريف يتشحان بالسواد إحياءً لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق (عليه السلام)
الاخبار

المرقد العلوي الطاهر والصحن الحيدري الشريف يتشحان بالسواد إحياءً لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق (عليه السلام)

منذ ٨ سنين - ١٠ أغسطس ٢٠١٥ ٤٣٢٤
مشاركة
مشاركة

اتشحت أروقة المرقد العلوي الطاهر والصحن الحيدري الشريف بمعالم السواد والحزن ورفعت الراية الشريفة، إيذاناً للبدء بإحياء ذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق (عليه السلام)، سادس الأئمة الاطهار والذي ستصادف ذكرى استشهاده في مثل يوم غد الخامس والعشرون من شهر شوال لسنة 148 للهجرة النبوية الشريفة.

المرقد العلوي الطاهر والصحن الحيدري الشريف يتشحان بالسواد إحياءً لذكرى استشهاد الامام جعفر الصادق (عليه السلام)
ملء الشاشة

عبق من سيرته :

 نسبه الشريف

الاسم :جعفر بن محمد عليهم السلام

الكنى : أبو إسماعيل، أبو عبدالله

الألقاب : رئيس المذهب، الصادق

يوم الولادة : فجر يوم الجمعة الأغر

شهر الولادة : 17 ربيع الأول

عام الولادة : 83 من الهجرة

نقش خاتمه : الله خالق كل شيء

يوم الوفاة : ليلة الثلاثاء مساء الاثنين

شهر الوفاة : 25 شوال

عام الوفاة : 148 من الهجرة

علة الوفاة : سمّه المنصور في عنب

المرقد المقدس : البقيع بالمدينة

عدد الأولاد : الذكور 7، الأناث2

الامام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام ، هو الإمام السادس من آل بيت العصمة الاطهار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).

فنسبه هو نسب والده الإمام الباقر (عليه السلام) والأئمة الأطهار عليهم السلام المنحدرين من الإمام الحسين (عليه السلام) فالنسب المشترك لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) والنبي محمد (صلى الله عليه وآله) .

أما امه فهي أم فروة وأسمها قريبة او فاطمة ، بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وقد كانت ام فروة حفيدة لأبي بكر من طرف أبيها ومن طرف أمها أيضاً ، لأن امها كانت أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، أي والد أم فروة هو القاسم بن محمد بن ابي بكر ، وكان متزوجاً من بنت عمه عبدالرحمن ولذا يحكى عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : ولدني أبو بكر مرتين :

والقاسم بن محمد بن أبي بكر ، والد أم فروة ، وجد الإمام الصادق (عليه السلام) لأمه ، كان في الوقت نفسه ، أبن خالة الإمام زين العابدين (عليه السلام) أيضاً جد الإمام الصادق (عليه السلام) لأبيه ، ذلك لأن الروايات تذهب إلى انه وقع في أسر المسلمين اثناء فتح بلاد فارس ، اثنتان أو ثلاث من بنات يزدجرد أخر اكاسرة الفرس ، فتزوج الإمام الحسين (عليه السلام) واحدة منهن هي شاهزنان او شهربانو ، وتزوج الثانية محمد بن أبي بكر (رض) وقد أولد سيدُ الشهداء الأولى ابنه السجاد (عليه السلام) و الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) ، واولد محمد بن أبي بكر الثانية ولده القاسم بن محمد ، فالمولودان ( جدا أم فروة ) هما إبنا خالة ، وهما حفيدا يزدجرد أيضاً ، ولهذا يقول الشاعر مهيار الديلمي عن لسان حال الإمام (عليه السلام):

 مولده

ولد الإمام الصادق سلام الله عليه في المدينة المنورة يوم الأثنين ، السابع عشر من شهر ربيع الأول ، وهو اليوم الذي وُلد فيه جده النبي (صلى الله عليه وآله) ، وكانت ولادة الإمام (عليه السلام) سنة ثلاثة وثمانين من الهجرة النبوية المباركة ، وقيل سنة ثمانين للهجرة والقول الأول أشهر .

كنيته وألقابه

أشهر كناه أبو عبدالله ومنها أبو إسماعيل وأبوموسى وأما ألقابه فمنها الصادق والفاضل والطاهر والقائم والصابر والكافل والمنجي .

ولقب الإمام جعفر (عليه السلام) بالصادق ، لإنطباق صفة الصدق عليه وللحديث المروي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) في وجه تسمية حفيده الإمام "بالصادق" ، إن هذا اللقب أريد به تمييز الإمام من شخص آخر من سلالة الإمام إسمه جعفر يدعي الإمامية بغير وجه حق ، بل إن البعض ينسب هذا الحديث إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) منقولاً عن جده أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) والظاهر إن هذا القول إشارة إلى جعفر ابن الإمام العاشر الإمام علي الهادي (عليه السلام) فقد ولد له إبن كان اسمه جعفر ، كما سيجئ في حالاته إن شاء الله تعالى .

 مدح الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام

عطر من المجد الرفيع العابق

أهدي لمولانا الإمام الصادق

الصادق الأقوال والأفعال والـ

أعمال لا أحد عليه بسابق

نشر العلوم على الأنام جميعهم

من علمه الجمّ الوفير السامق

تلميذه العلماء في كل الدنا

 

فمثاله مثل الضياء الشارق

في الفقه والتفسير والتوحيد وال

أديان ليس لهم عليه بلاحق

والكيمياء بما أتى من معجز

في الإكتشاف وما له من خارق

منه ترشّح نحو جابر، والأولى

رئسوا المذاهب من طموح رامق

قد تلمذوا عند الإمام، وإنه

منه الهدى، بمغارب ومشارق

فسواه كالنبت الضعيف وإنه

في رفعه النخل العظيم الباسق

خط السعادة للأنام بمنهج

عدل المناكب، مستقيم، رائق

وله من الأخلاق ما فاحت شذى

تجلو النفوس كعطر ورد شقائق

يهدي الأنام إلى السعادة والهدى

فسبـيله يبقى وليس بزاهق

من شعر آية الله السيد محمد الشيرازي

عمره وحياته بشكل عام

عاش (عليه السلام) خمساً وستين سنة على المشهور ، أقام مع جده الإمام زين العابدين (عليه السلام) أثنتي عشر سنة ، وبعده مع والده الإمام محمد الباقر (عليه السلام) تسع عشر سنة ، وبعده في إمامته وخلافته أربعاً وثلاثين سنة .

رواج العلم والدين في عهده ، وسبب نسبة الشيعة إليه عليه السلام

 عاش الإمام الصادق (عليه السلام) كأبيه الباقر (عليه السلام) في حقبة من الزمن كان الصراع على أشده بين الحكام الأمويين والعباسيين وأخصامهم ، فانشغال الحكام بالحكم ، واستغراق ارباب السلطة وطلابها جعلهم حتى حدٍ ، ينصرفون عن التعرض للمؤمنين فاستغل الإمام الصادق (عليه السلام) هذه الفرصة . ونشر أحكام الدين وعلوم أهل البيت ، في ظل تخفيف الضغط والتضييق على الموالين لآل البيت ، وصار الشيعة وأئمتهم في ذلك العهد أحسن حالاً من ذي القبل ، وقل الخوف والتقية بينهم ، ولذا ترى أن معظم أحكام الرسول وأخبار الشيعة ، مروية على لسان الإمامين المعصومين محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) اللذين عاصرا حقبة الصراع السياسي والعسكري هذه .

وجو الحرية الإيمانية والفكرية هذا ، في اواخر العهد الأموي وأوائل العصر العباسي ، ولَّدا أفكاراً ومذاهب وفرقاً دينية متعددة ، وفلسفات ومدارس فكرية مختلفة ، إنتسب كل واحد لمؤسسها ، فانتسب الشيعة للإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) وصار يقال لهم الشيعة الجعفرية ، أفتخاراً بعلم جعفر الصادق (عليه السلام) ومكانته الشامخه ، واعتداداً بارتباطهم به هو (عليه السلام) لا سواه :

مقامه العلمي وكراماته ومحاججاته

كان (عليه السلام) ، وكذا اباؤه وابناؤه المعصومون ، القمة العليا والذروة القصوى في العلم والخلق معاً ، وكان يضرب به المثل في الجمع بين الشرف والمعرفة ، وفي الأخبار عنه (عليه السلام) أنه كان يحضر درسه اربعمائة رجل من وجوه المسلمين تلاميذ وعلماء ومجتهدين ، وروي عنه وحدث من الثقات أربعة آلاف نفر ، منهم مالك بن أنس وشعبة بن الحجاج ، وسفيان الثوري ، وأحمد بن حنبل وأبو حنيفة الذي كان من تلامذته والذي يقول ( لولا السنتان لهلك النعمان ) أي السنتين اللتين درسهما عند الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) وغيرهم . وكان عدد كبير من أعلام الفقهاء والصوفية يفتخرون بالنقل عنه ، أمثال أبي يزيد ، ومالك والشافعي وابن جريح وابراهيم بن ادهم ، ومالك ابن دينار ، بل أن مالك بن أنس كان يقول ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر ، أفضل من جعفر الصادق (عليه السلام) فضلاً وعلماً وورعاً وعبادة

ومناقشاته ومحاججاته الكثيرة مع أهل العلم ، ومع المخالفين من أرباب الديانات والمذاهب الأخرى ، ومع الملحدين ومع منكري البعث وسواهم والتي القمت اخصامه دائماً حجراً ، تبهر العقول وتحير الألباب ، وله معجزات كثيرة وكرامات خارقه ، ليست مستغربة قط من أهل بيت النبوة وفروع الدوحة العلوية .

وصيته لولده الكاظم عليه السلام

 في حلية الأولياء بسنده عن بعض أصحاب جعفر بن محمد الصادق عليه‏ السلام قال دخلت على جعفر و موسى ولده بين يديه و هو يوصيه بهذه الوصية فكان مما حفظت منه أن قال يا بني اقبل وصيتي و احفظ مقالتي فإنك إن حفظتها تعش سعيدا و تمت حميدا يا بني إنه من رضي بما قسم له استغنى و من مد عينه إلى ما في يد غيره مات فقيرا و من لم يرض بما قسم الله له عز و جل أتهم الله في قضائه و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره و من استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته و من سل سيف البغي قتل به و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها و من دخل السفهاء حقر و من خالط العلماء وقر و من دخل مداخل السوء اتهم يا بني إياك أن تزري بالرجال فيزري بك و إياك الدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك يا بني قل الحق لك أو عليك تستشان من بين أقرانك يا بني كن لكتاب الله تاليا و للسلام فاشيا و بالمعروف آمرا و عن المنكر ناهيا و لمن قطعك واصلا و لمن سكت عنك مبتدئا و لمن سألك معطيا و إياك و النميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال و إياك و التعرض لعيوب الناس فمنزلة المتعرض لعيوب الناس بمنزلة الهدف يا بني إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه فإن للجود معادن و للمعادن أصولا و للأصول فروعا و للفروع ثمرا و لا يطيب ثمر إلا بفرع و لا فرع إلا بأصل و لا أصل ثابت إلا بمعدن طيب يا بني إذا زرت فزر الأخيار و لا تزر الفجار فإنهم صخرة لا ينفجر ماؤها و شجرة لا يخضر ورقها و أرض لا يظهر عشبها. قال علي بن موسى عليهما السلام فما ترك أبي هذه الوصية إلى أن مات. 

في رثاء الإمام الصادق عليه السلام في يوم استشهاده

لما استشهد (صلوات الله وسلامه عليه)، و حمل إلى البقيع أنشد أبو هريرة العجلي :

أقول و قد راحوا به يحملونه  على كاهل من حامليه و عاتق‏أ تدرون ما ذا تحملون إلى الثرى!  ثبيرا ثوى من رأس علياء شاهق‏غداة حثا الحاثون فوق ضريحه  ترابا و أولى كان فوق المفارق

و روى الكليني و غيره بالإسناد عن أبي أيوب الجوزي قال بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل فدخلت عليه و هو جالس على كرسي و بين يديه شمعة و في يده كتاب فلما سلمت رمى الكتاب إلي و هو يبكي و قال هذا كتاب محمد بن سليمان »والي المدينة« يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات فإنا لله و إنا إليه راجعون ثلاثا و أين مثل جعفر ثم قال لي اكتب فكتبت صدر الكتاب ثم قال اكتب إن كان أوصى الى رجل بعينه فقدمه و اضرب عنقه فرجع الجواب إليه أنه أوصى إلى خمسة أحدهم أبو جعفر المنصور و محمد بن سليمان و عبد الله و موسى ابني جعفر و حميدة فقال المنصور ليس إلي قتل هؤلاء سبيل.

و روى ابن شهرآشوب في المناقب عن داود بن كثير الرقي قال أتى أعرابي إلى أبي حمزة الثمالي فسأله خبرا فقال توفي جعفر الصادق فشهق شهقة و أغمي عليه فلما أفاق قال هل أوصى إلى أحد قال نعم أوصى إلى ابنه عبد الله و موسى و أبي جعفر المنصور فضحك ابو حمزة و قال الحمد لله الذي هدانا إلى الهدى و بين لنا عن الكبير و دلنا على الصغير و أخفى عن أمر عظيم فسئل عن قوله فقال بين عيوب الكبير و دل على الصغير لإضافته إياه و كتب الأمر بالوصية للمنصور لأنه لو سأل المنصور عن الوصي لقيل أنت». آه« و ذلك أن عبد الله و إن كان أكبر ولد الصادق عليه ‏السلام إلا أنه كان به عيب فكان أفطح الرجل و الإمام لا يكون ناقصا و مع ذلك كان جاهلا بأحكام الشريعة. قوله: لإضافته إياه يعني إضافته إلى الأوصياء و جعله من جملتهم فعلم أنه هو الوصي الحقيقي لكمال فضله.

و في مروج الذهب للمسعودي : لعشر سنين خلت من خلافة المنصور توفي أبو عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سنة 148 و دفن بالبقيع مع أبيه و جده و له «65 سنة« و قيل إنه سم.

و على قبورهم في هذا الموضع من البقيع رخامة مكتوب عليها:(بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مبيد الأمم و محيي الرمم هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏وآله سيدة نساء العالمين و قبر الحسن بن علي بن أبي طالب و علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و محمد بن علي و جعفر بن محمد عليهم ‏السلام) .

فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث مع آبائه وإخوته وأبنائه البررة (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).