العربية
بحضور 34 دولة ومشاركة اكثر من 150 بحث .. العتبة العلوية المقدسة تفتتح أعمـال مهرجان الغديـر العـالمي الأول
الاخبار

بحضور 34 دولة ومشاركة اكثر من 150 بحث .. العتبة العلوية المقدسة تفتتح أعمـال مهرجان الغديـر العـالمي الأول

منذ ١١ سنة - ٦ نوفمبر ٢٠١٢ ٣٢٢٩
مشاركة
مشاركة

أقامت العتبة العلوية المقدسة مساء يوم الاثنين 1/11/2012م حفل افتتاح مهرجان الغدير العالمي الأول الذي تقيمه تزامنا مع حلول عيد الغدير الأغر، وقد حضر العديد من الأساتذة والمفكرين والوجهاء والمسؤولين من مختلف بقاع المعمورة للمشاركة في هذه الحادثة العالمية الخالدة.

بحضور 34 دولة ومشاركة اكثر من 150 بحث .. العتبة العلوية المقدسة تفتتح أعمـال مهرجان الغديـر العـالمي الأول
ملء الشاشة

أقامت العتبة العلوية المقدسة مساء يوم الاثنين 1/11/2012م حفل افتتاح مهرجان الغدير العالمي الأول الذي تقيمه تزامنا مع حلول عيد الغدير الأغر، وقد حضر العديد من الأساتذة والمفكرين والوجهاء والمسؤولين من مختلف بقاع المعمورة للمشاركة في هذه الحادثة العالمية الخالدة.

افتتح الحفل بكلمة للدكتور علي خضير حجي عضو مجلس ادارة العتبة ورئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان، رحب فيها بالحضور الكرام واشار الى الغاية من عقد هذا المحفل المبارك اذ قال: (مرحبا بكم في رحاب الكلمة الصادقة التي انطلقت لتؤرخ للفكر الإنساني وتوحد الخط الرسالي لتتخذ من النهج دستورا ومن البلاغة افكارا ولينطلق دستور الإنسانية بقوله عليه السلام الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق).

كلمة الامين العام للعتبة العلوية المقدسة

كما تصدرت الحفل كلمة لسماحة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء زين الدين(دام توفيقه) عرج فيها بشكل موجز على خلاصة سريعة وواضحة لمشهد الغدير، والدلالات القريبة لآيات القرآن التي أنزلت فيه، ولمواقف الرسول الأعظم(ص) وكلماته التي نطقها في إقامته.

مؤكدا على ان ولاية الامام علي عليه السلام هي محل اتفاق بين المسلمين كافة، وانها مما تواترت وعرفت بين الناس في الصدر الاول من الاسلام، واستمر التسليم بالولاية لعلي بن ابي طالب عليه السلام عاماً بين المسلمين.

واضاف: ما كانت الأجيال الأخرى لتشذ عن هذا الإجماع والتسالم الإسلامي، إذ كان لموقف الرسول(ص) في غدير خم بخاصة ، ولتأكيداته على هذه الولاية في مختلف المواقف والمناسبات تواترها المتسالم في كل الأجيال.

وعن مهرجان الغدير العالمي الاول الذي تقيمه العتبة العلوية المقدسة قال سماحة الشيخ ضياء زين الدين: انبرت العتبة العلوية المقدسة لإقامة مهرجانها الأول هذا بهذه المناسبة السعيدة ، لتعلن للعالم كله –ومن خلال هذا الجمع المبارك من أعلام المذاهب الإسلامية أن المسلمين جميعاً كما لم يختلفوا في ولاية علي عليه السلام  في العصر الأول لا يختلفون فيها في العصر الحاضر، وإن اختلفوا في فهمهم لطبيعة هذه الولاية، ومدى حدودها في حياة المسلم.

وفي ختام كلمته، رحب سماحته بالضيوف الكرام، وقدم شكره الجزيل لهم على تلبية الدعوة والمشاركة في المهرجان، مؤكدا شكره ايضا للإخوة المسؤولين - على الصعيد الإداري والأمني والخدمي- لما قدموه من جهود كبرى لتهيئة هذا اللقاء المبارك، كما شكر أهالي النجف الكرام الذين أحاطوا هذا اللقاء المبارك بالعناية الفائقة، ووصل ذلك بشكره لمنتسبي العتبة الطاهرة ، الذين واصلوا الليل بالنهار لتهيئة مستلزمات هذا المهرجان.

كلمة الشيخ الدكتور مصطفى السماوي

ثم اعتلى المنصة سماحة الشيخ الدكتور مصطفى السماوي من تونس، والقى كلمة أشار فيها إلى انه في هذا المهرجان يجتمع المسلمون جميعا  في ضيافة علي.. في ضيافة الحب والعدالة والكرامة والحرية.

واكد في كلمته على ضرورة دراسة نهج البلاغة واتخاذه منهجا ودستورا للحياة، وعرج على اهمية وصية الامام علي عليه السلام التي كتبها لواليه مالك الأشتر لمعرفة كيفية ادارة شؤون الامم، وقال: (لو درسنا هذه الوصية واخذناها جزءً جزءً لكانت دستورا للمسلمين جميعا).

وعن مهرجان الغدير العالمي قال الشيخ السماوي: رسالة هذا المهرجان هي ان يعود المسلمون الى ما كان على عهد رسول الله(ص)، متحدين متحابين، وان يبعدوا الكراهة من نفوسهم، وان لا تكون هناك حروب بينهم، وان يتركوا العداء من قلوبهم.

كلمة رئيس رابطة الأشراف الأدارسة

بعدها، تقدم الشيخ عبد الله حافظي من المغرب بكلمة نقل فيها الى الحضور الكرام تحيات رابطة الأشراف الأدارسة وابناء عمومتهم ومحبيهم وتحيات الأخوة في المغرب الإسلامي، واعرب عن حبهم لارض النجف الأشرف ومرقد الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام

وتحدث الشيخ حافظي عن يوم الغدير، ووصفه بانه يوم تكريم الهي محمدي الى امير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، وأكد على ان محبة امير المؤمنين عليه السلام هي التي تحدد درجة ايمان المؤمن اذ  لا يحبه الا مؤمن ولا يكرهه الا كافر.

ومن هنا اشكر اهل النجف الأشرف والقائمين على هذا المؤتمر المبارك وبخاصة القائمين على العتبة العلوية الشريفة الذين اتاحوا لنا ان تطأ اقدامنا هذه الأرض المباركة وان نتنفس هواءها ونشم رائحة ارضها الطاهرة المباركة وان ندخل الحرم الحيدري ونسلم على امير المؤمنين امام المتقين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ونقبل العتبات المقدسة وان نستحضر ونستذكر بطولات العلويين وجهادهم وتضحياتهم وان نستحضر كذلك عدلهم وزهدهم اذ كانت الكوفة في ايامهم عاصمة العدل والوفاء والزهد.

وفي ختام كلمته أكد على ان لا فرق بين زيدي والشيعي والمالكي والحنبلي والشافعي وقال: (علينا ان نفتح باب الاجتهاد على مصراعيه من اجل توحيد الكلمة ورص الصفوف لردع التحديات التي تواجهنا جميعا، وندعوكم باسم الرابطة العالمية لشرفاء الأدارسة وابناء عمومتهم بتشكيل لجنة لوحدة المذاهب الإسلامية في بيان نسميه بيان النجف الأشرف ويكون العلويون شهداء علينا فيه، ويكون الإمام علي شهيدا عليهم).

كلمة السيد علي مكي العاملي

ثم القى السيد علي مكي العاملي من المجلس الشيعي الأعلى في لبنان كلمته بالمناسبة، نقل فيها تحيات اهالي لبنان، وبين العلاقة الحميمة بين لبنان والعراق، ثم  عرج على مهرجان الغدير العالمي بقوله: في هذا المؤتمر يراد لنا ان نتحدث عن شخصية بلغت من السمو حتى ظن فيها الإلوهية، وعن رجل بلغ من الشجاعة ان العرب لو تألبوا على قتاله لما ولى هاربا، وعن عملاق بلغ به النبل ان يقول في قاتله: (ان اعفوا فالعفو لي قربى) وعن ماجد يتورع عن شمعة تضاء له في كيان الأمة العام وعن عفاف يبلغ به ان يكتفي بقرص شعير واللبن الحامض طعاما.

 واضاف: عندما نتحدث عن هذه الظاهرة وعن المعاناة رغم كل الأوسمة المشعة نلمس عجبا في قراءة الأمة لقادتها العظام ولكننا عندما نتأمل سنن التاريخ مع الأنبياء والاولياء نجدها سنة لازمة مع اغلب الأمم والشعوب امام ظلام الجهل او حنق الحقد او جهل موروث.

وفي ختام كلمته قال السيد العاملي ان الغدير يفرغ فينا لنحقق التعايش.. لنتحاور.. اذ ان مئة الف من المؤمنين في حجة الوداع حضروا في ربى الغدير وقرب رحيل الرسول.. سكب التاريخ انشودته الخالدة: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).

مع الأستاذ الأول المتمرس الدكتور محمد حسين الصغير

تلا ذلك كلمة للأستاذ الأول المتمرس في جامعة الكوفة الدكتور محمد حسين الصغير، اشار فيها الى ان النجف اذ تحتفل بهذا اليوم من قبل الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة انما تريد ان تبرهن انها للإنسانية جمعاء، وقال: (النجف دأب منذ يومه الأول على جمع الكلمة وتوحيد الأمة  اراد المذاهب ان تكون بودقة لصهر المفاهيم الإسلامية العامة).

وقد القى الدكتور الصغير بهذه المناسبة العطرة قصيدة رائعة شنف بها اسماع الحاضرين جاء في مطلعها:

تبقى وأنت الكوكب السيار                 وسواك لا صوت ولا تذكار

ناغيت ذكرك والجوى بي عاصف      وشدوت باسمك والهوى قيثار

فأفاق مخمور وغرد صادح                 لولا الهدى لاهتزت الأوتار

كلمة معالي الوزير اللبناني

ثم اعتلى المنصة معالي الوزير اللبناني الأستاذ جوزيف الهاشم، والقى كلمة اعرب فيها عن ان مشاركته هذه قد اسبغت عليه شرفين مؤثلين، هما شرف المثول في حضرة هذا المكان وشرف التغني بفضائل امير المؤمنين في قصيدة اطلق عليها اسم (الإنسان الكوني والقرآن البشري)، جاء في مطلعها:

 

ضوء من الضوء تستهدي به الشهب                نعم العلي ونعم البيت والنسب

الباذخان جناح الشمس ظلهما                         والهاشميان ام حرة وابُ

لا قبل لا بعد في البيت الحرام شدا                   غصن ولا اعتز الا باسمه رجب

يوم الفساد طغى والكفر منتشر                       وغطرس الشرك والأوثان تنتصب

الله كرمه لا للسجود لها                               ولا بمكة اصنام ولا نصب

منذورة نفسه لله ما سجدت                            الا لربك هام وانطوت ركب

كلمة رئيس قسم الدراسات الإسلامية والمسيحية المقارنة في جامعة روما

تلى ذلك كلمة الأب سليم خليل رئيس قسم الدراسات الإسلامية والمسيحية المقارنة في الفتيكان، جاء فيها: يشرفني اخوتي ان احضر معكم في هذا المهرجان العالمي الأول، مهرجان الغدير،  يشرفني ان نتخذ صورة الأمير علي بكل ما أتى به من رحمة من حكمة من عدل ومحبة لكل انسان، وفوق كل ذلك محبة لله تعالى.

واشار الاب سليم انه منذ سنين قد عكف على كتاب يتضمن خمس عشرة مناجاة للامام زين العابدين(عليه السلام) وتأمل في كلماته البسيطة العميقة وشعر من خلالها ان المؤمنين من مسيحيين ومسلمين - وحتى غير المؤمنين-  لهم هدف واحد، هو بناء عالم خالٍ من العنف والحرب والبطش، عالم عادل قدر الإمكان.

وختم الاب سليم خليل كلمته بالقول: هذه الرسالة التي جئت بها اليكم من روما من الفاتيكان، رسالة تشهدون بها كل يوم في النجف الأشرف، رسالة بسيطة لا يفهمها الكبار الأقوياء، انما يفهما المؤمنون البسطاء: اننا نؤمن بالله ربنا وحده، ونريد ان نشهد بإيماننا هذا امام العالم.

 شرف كبير ان اكون معكم في هذه السهرة واتمنى ان نكون كلنا يد واحدة نحو بناء وطن عربي جديد لبناء حضارة جديدة، حضارة التفاهم والأخوة والمحبة.

كلمة ممثل الطائفة الدرزية

ثم اعتلى المنصة سماحة العلامة الشيخ مرسل نصر رئيس المحاكم الدرزية، وتقدم بكلمة شكر للقائمين على مهرجان الغدير العالمي الأول، وذكر (ان هذا المهرجان اعادنا الى تلك المناسبة المباركة التي شكلت مفصلا ومنعطفا مهما في التاريخ الإسلامي والمسلمين، تمثل باعلان الولاية للإمام علي عليه السلام من بعد النبي(ص) هذه الولاية التي تتمسك بها طائفة الموحدين الدروز وتعدها من اهم الأركان بعد الشهادتين).

وعرج الشيخ مرسل نصر في كلمته على جملة من خصائص امير المؤمنين وفضائله ومناقبه وحرصه على رسالة الإسلام بعد الرسول(ص) وخلف للأمة ثروة ضخمة من التوجيهات والتعاليم، وختم كلمته بالتاكيد على ضرورة التعايش مع الجميع دون تكفير او تفسيق لهذه الطائفة او تلك والتمسك بقوله تعالى: (ان اكرمكم عند الله اتقاكم).

كلمة حفيد عظمة سلطان البهرة

وفي هذه المناسبة العطرة، تقدم سمو الأمير طاهر القائد جوهر حفيد سلطان البهرة بكلمته التي قدم فيها شكره الجزيل للقائمين على هذا المهرجان سائلا الله تعالى ان يعين الجميع ويبسط لهم التأييد والاجتهاد في هذا الاجتماع المبارك.

وقد ركز الامير طاهر في كلمته على خصلة اخلاص لدى الامام أمير المؤمنين عليه السلام، ففاز فوزا عظيما حتى قال في كلمته المعروفة: (فزت ورب الكعبة).

واضاف: من هذا المنطلق يجب ان تكون نياتنا جميعا منوطة بنوايا الامام علي(عليه السلام) العالية التي يستحيل للمرء ان يدرك شأوها ولكننا نواسي انفسنا بالاعتراف بالتقصير وعزاؤنا الموجب للشكر هو اننا مهتمون برسالته وبنيته، وقد قال امير المؤمنين: من تشبه بقوم كاد ان يكون منهم.

وفي ختام كلمته سأل الله تعالى ان ينجح هذا المهرجان بأهدافه، وان يمن الله تعالى بالأمن الأمان الشامل والاستمرار بالتقدم والسلام الدائم.

كلمة المفكر المسيحي جورج جرداق

كما تضمن الحفل كلمة باسم المفكر المسيحي جورج جرداق ألقاها باسمه الأستاذ بديع أبي جودت، تقدم فيها بالتحية للقائمين على المهرجان، وأشار فيها الى عظمة شخصية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وعمق نظرته للوجود، حيث قال: ألقى ابن أبي طالب هذه النظرة على الكون فوعى عميقا ما في أجزائه من تكافؤ، من تكامل، وأدرك أن الموجودات المجزأة في ظاهرها متفاعلة متكاملة موحدة في جوهرها وان ما تباعد منها  في الزمن الآتي مضموم في وحدته، طرفاها الأزل والأبد، وان عناصر الكون جميعا مترابطة متساندة وان حقوقا افترضت لبعضها على بعض فهزه ما رأى وما وعى ومشى  في كيانه فتحركت شفتاه بما جاش في اعماقه وقال: ألا وان بالحق دارت والسموات والأرض. وختم كلمته بالتأكيد على ان علي بن ابي طالب(عليه السلام) هو في اعماق كل انسان سوي، وليس خاصا بطائفة او جماعة دون اخرى، بل هو للناس أجمعين.

كلمة الدبلوماسي في الخارجية الهولندية

وفي ختام اعمال الحفل تقدم سعادة الأستاذ ارنستو إبرام الدبلوماسي في الخارجية الهولندية بكلمة نقل فيها سلام الشعب الهولندي الى الاخوة الحضور واعرب عن فرحته بالمشاركة في فعاليات مهرجان الغدير العالمي الأول الذي تقيمه العتبة العلوية المقدسة.

وأشاد الأستاذ إبرام في خلال كلمته بالمرجعية الدينية في النجف الاشرف، والثقل الديني والمعرفي الذي تمتلكه هذه المدينة المقدسة عالميا، وأفصح عن هذه المكانة ضمن مقال نشره بعنوان: (كل الطرق تؤدي إلى النجف).

وفي ختام كلمته أعرب الأستاذ إبرام عن أمله بالعودة الى النجف في مرات مستقبلية وشكر على حسن الاستماع وأكد فرحه بالحضور والمشاركة في مهرجان الغدير العالمي الأول.

الجدير ذكره، إن مهرجان الغدير العالمي الأول قد شهد افتتاح معرض للمصاحف والمخطوطات النادرة الخاصة بخزانة العتبة العلوية في جامع عمران بن شاهين صباح يوم الثلاثاء 6/11/2012م بالإضافة إلى إقامة أمسية شعرية في الصحن الحيدري الشريف، فضلا عن افتتاح الجلسات البحثية الخاصة بالمهرجان.