ضمن فعاليات مهرجان الغدير العالمي الأول وإظهارا للمكنونات النفيسة التي تزخر بها العتبة العلوية المقدسة، شهد اليوم الثاني من المهرجان افتتاح "معرض المصاحف والمخطوطات النادرة في خزانة العتبة العلوية المقدسة" صباح يوم الثلاثاء 6/11/2012م أقيم في باحة جامع عمران بن شاهين في الصحن الحيدري الشريف، حضره نخبة من المختصين في مجال التاريخ والآثار فضلا عن ضيوف مهرجان الغدير العالمي الاول.

 وأشار السيد هاشم طه نجف مسؤول دار المصاحف والمخطوطات في العتبة العلوية المقدسة إلى هذا المعرض قائلاً: لا يخفى على الجميع المكانة العظيمة التي يحتلها مرقد الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) في نفوس المؤمنين كافة، إذ كان ولا يزال مهوى افئدتهم، ولا يخلو في وقت من الأوقات من الوافدين لزيارته من ملوك ووزراء وأعيان وأرباب ثراء وطبقات المجتمع الأخرى، ويتبارون في إهداء أنفس ما يمتلكونه من النوادر وأعز ما يجدونه من التحف للمشهد الشريف، ومن هنا اجتمعت في خزانة المشهد ومع مرور السنين ما يعجز عن تقييمه حتى الخبراء.

 ومن أجل إظهار الكنوز الثرية الموجودة في الخزانة الغروية العائدة إلى العتبة العلوية المقدسة، وبعد التوكل على الله سبحانه وتعالى شرعنا بإقامة هذا المعرض المتخصص بالمصاحف والمخطوطات النادرة والمجوهرات والأشياء الثمينة بعد توفير وسائل عرض عصرية تمكن الباحثين من الاطلاع عليها بصورة تفصيلية مع وضع لوحة تعريفية بكل أثر من المعروضات.

 وفي استعراض موجز لأهم المقتنيات المعروضة في هذا المعرض، تحدث الأستاذ هاشم نجف قائلاً: تضمنت المقتنيات الموجودة في المعرض العديد من التحف والنوادر، إذ تم عرض المصحف المنسوب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وأكثر من (70) مخطوطة تنوعت بين (59) مصحفاً تعود لفترات زمنية مختلفة ما بين القرن الاول الهجري إلى القرن الرابع عشر، بالاضافة الى (21) مخطوطة تعود إلى علماء ومفكرين للفترة التاريخية ما بين القرن الرابع الهجري إلى القرن الرابع عشر.

واضاف: كما اختارت دار المخطوطات نماذج من نوادر الأغلفة النفيسة منها الآكي(الغلاف المزجج) والغلاف المعرّق وبعض الطرز النادرة الأخرى، فضلا عن عرض مصحف يعود إلى القرن الثالث عشر مخطوط بخط (نسخ- تعليق) استغرق صنعه اكثر من أحدى عشرة سنة، زخرف بالأحجار الكريمة النادرة بشكل يندر عمله من الناحية الفنية، كما تم عرض نماذج من بعض الاعمال المرممة من قبل دار المخطوطات في العتبة العلوية المقدسة، بالإضافة إلى عرض مصحفين من مخطوطات المدرسة الهندية.

وعن النفائس الأخرى التي تضمنها المعرض، قال مسؤول دار المخطوطات: احتوى المعرض ايضاً على بعض المقتنيات النادرة الأخرى، منها: حبات الارز التي كتب عليها سورة الاخلاص، وبعض انواع ناردة من حجر (در النجف) المخطوط عليها آيات القرآن الكريم. بالإضافة إلى (درع الحرب) الذي هو عبارة عن مصحف كامل بدون نقاط مكتوب على قميص، خطته ايادي مجموعة من الفتيات الهنديات وأهدي إلى خزانة العتبة العلوية المقدسة.

 وأشار الأستاذ هاشم طه نجف إلى أن ابرز ما يميز هذا المعرض - بجانب المصاحف المعروضة- مخطوطة تعود إلى أحد العلماء، وهذه الفقرة لم تكن موجودة في المعارض المتخصصة الأخرى.

 وختاماً أكد السيد هاشم على أن اقامة هذا المعرض يمثل خطوة أولى نحو انشاء متحف خاص بخزانة الصحن الحيدري الشريف ستحوي بمشيئة الله تعالى على نفائس العتبة ومخطوطاتها.

 ومن المؤمل أن يستمر معرض(مصاحف ومخطوطات خزانة العتبة العلوية المقدسة النادرة) باستقبال الرواد والزائرين الكرام إلى يوم الخميس الموافق 8/11/2012م.