[7] ومن كتاب منه (عليه السلام) إليه أيضاً([1])
أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ أَتَتْني مِنْكَ مَوْعِظَةٌ مُوَصَّلَةٌ، وَرِسَالَةٌ مُحَبَّرَةٌ، نَمَّقْتَهَا([2]) بِضَلاَلِكَ، وَأَمْضَيْتَهَا بِسُوءِ رَأْيِكَ، وَكِتَابُ امْرِئ لَيْسَ لَهُ بَصَرٌ يَهْدِيهِ، وَلا قَائِدٌ يُرْشِدُهُ، قَدْ دَعَاهُ الْـهَوَى فَأَجَابَهُ، وَقَادَهُ الضَّلاَلُ فَاتَّبَعَهُ، فَهَجَرَ لاَغِطاً([3])، وَضَلَّ خَابِطاً([4]).
ومن هذا الكتاب:
لأَنَّهَا بَيْعَهٌ وَاحِدَةٌ لا يُثَنَّى([5]) فِيهَا النَّظَرُ، وَلا يُسْتَأْنَفُ فِيهَا الْـخِيَارُ، الْـخَارِجُ مِنْهَا طَاعِنٌ، وَالْـمُرَوِّي([6]) فِيهَا مُدَاهِنٌ.
[1] ـ وقد روى قوله (عليه السلام): «لأنّها بيعة لا يثنى فيها النظر، ولا يستأنف فيها الخيار»، بأدنى اختلاف كل من المنقري (ت 212) في وقعة صفين: 58، وابن قتيبة (ت 276) في الإمامة والسياسة 1: 92، والمبرد (ت285) في الكامل 1: 428 ط مؤسسة الرسالة، وابن أعثم الكوفي (ت 314) في الفتوح 2: 551 ط.دار الكتب العلمية، وابن عبد ربه (ت 328) في العقد الفريد 4: 333 ط مكتبة النهضة، وقال ابن أبي الحديد في شرحه 14: 42 «وهذا الكتاب كتبه (عليه السلام) جواباً عن كتاب كتبه معاوية إليه في أثناء حرب صفين بل في أواخرها» ثم ذكر الكتاب.
[2] ـ الرسالة المحبرة: المزيّنة الألفاظ. التنميق: التزيين.
[3] ـ هجر: هذى، واللاغط: ذو اللغط وهو الصوت والجلبة.
[4] ـ خبط البعير فهو خابط: إذا مشى ضالاً فخبط بيديه كل ما يلقاه ولا يتوقى شيئاً.
[5] ـ لا يثنّى: لا ينظر فيها ثانياً بعد النظر الأوّل.
[6] ـ المروّي: هو المتفكر هل يقبل الشيء أو ينبذه.