[14] ومن وصيّته (عليه السلام) لعسكره قبل لقاء العدو بصفّين([1])
لا تُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى يَبْدَأُوكُمْ، فَإِنَّكُمْ بِحَمْدِ اللهِ عَلَى حُجَّةٍ، وَتَرْكُكُمْ إِيَّاهُمْ حَتَّى يَبْدَأُوكُمْ حُجَّةٌ أُخْرَى لَكُمْ عَلَيْهِمْ، فَإذَا كَانَتِ الْـهَزِيمَةُ بِإذْنِ اللهِ فَلَا تَقْتُلُوا مُدْبِراً، وَلا تُصيِبُوا مُعْوِراً([2])، وَلا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ،لاَ تَهِيجُوا النِّسَاءَ بِأَذىً، وَإِنْ شَتَمْنَ أَعْرَاضَكُمْ، وَسَبَبْنَ أُمَرَاءَكُمْ، فَإِنَّهُنَّ ضَعِيفَاتُ الْقُوَى وَالأَنْفُسِ وَالْعُقُولِ، إِنْ كُنَّا لَنُؤْمَرُ بِالْكَفِّ عَنْهُنَّ وَإِنَّهُنَّ لَـمُشْرِكَاتٌ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَنَاوَلُ الْـمَرْأَةَ فِي الْـجَاهِلِيَّةِ بِالْفِهْرِ أَوِ الْـهِرَاوَةِ([3]) فَيُعَيَّرُ بِهَا وَعَقِبُهُ مِنْ بَعْدِهِ.
[1] ـ رواها بأدنى اختلاف المنقري (ت 212) في وقعة صفين: 204، وكذلك ابن أعثم الكوفي (ت 314) في الفتوح 3: 32 أخصر ممّا رواه المنقري، ورواها إلى قوله (عليه السلام): «لا تجهزوا على جريح» الطبري (ت 310) في تاريخه 4: 6، والكليني (ت 329) في الكافي 5: 38 ح 3.
[2] ـ أعور الفارس: إذا بدا فيه موضع خلل للضرب، أو الذي عجز عن حماية نفسه.
[3] ـ الفهر: المجر. الهراوة: العصا.