[16] وكان يقول (عليه السلام) لأصحابه عند الحرب([1])
لاَ تَشْتَدَّنَّ عَلَيْكُمْ فَرَّةٌ بَعْدَهَا كَرَّةٌ([2])، وَلا جَوْلَةٌ([3]) بَعْدَهَا حَمْلَةٌ، وَأَعْطُوا السُّيُوفَ حُقُوقَهَا، وَوَطِّئُوا لِلْجُنُوبِ مَصَارِعَهَا([4])، وَاذْمُرُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الطَّعْنِ الدَّعْسِيِّ([5])، وَالضَّرْبِ الطِّلَحْفِيِّ([6])، وَأَمِيتُوا الأَصْوَاتَ، فَإِنَّهُ أَطْرَدُ لِلْفَشَلِ، [فـ]والَّذِي فَلَقَ الْـحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا أَسْلَمُوا وَلَكِنِ اسْتَسْلَمُوا، وَأَسَرُّوا الْكُفْرَ، فَلَمَّا وَجَدُوا أَعْوَاناً عَلَيْهِ أَظْهَرُوهُ.
[1] ـ روى ذيله من قوله (عليه السلام): «والّذي خلق الحبة...» المنقري ت (212) في وقعة صفين: 215، والقاضي نعمان (ت363) في شرح الأخبار 2: 531.
[2] ـ أي لا يشق عليكم الأمر إذا انهزمتم متى عدتم للكرة.
[3] ـ الجولة: هزيمة قريبة ليست بالممعنة.
[4] ـ وطّئوا للجنوب مصارعها: أي لتكن ضرباتكم للعدو محكمة بحيث لا يحتاج إلى تثنية لصرع جنب المضروب، أو كما قال المجلسي في البحار 33: 460 استعدوا للسقوط على الأرض والقتل.
[5] ـ اذمروا: حرّضوا. الدعسي: الشديد.
[6] ـ ضرب طلحف: شديد.