[39] ومن كتاب له (عليه السلام) إلى عمروبن العاص([1])
فَإِنَّكَ جَعَلْتَ دِينَكَ تَبَعَاً لِدُنْيَا امْرِئٍ ظَاهِرٍ غَيُّهُ، مَهْتُوكٍ سِتْرُهُ، يَشِينُ الْكَرِيمَ بِمَجْلِسِهِ ، وَيُسَفِّهُ الْـحَلِيمَ بِخِلْطَتِهِ ، فَاتَّبَعْتَ أَثَرَهُ ، وَطَلَبْتَ فَضْلَهُ ، اتِّبَاعَ الْكَلْبِ لِلضِّرْغَام ِ، يَلُوذُ إلَى مَخَالِبِهِ ، وَيَنْتَظِرُ مَا يُلْقَى إِلَيْهِ مِنْ فَضْلِ فَرِيسَتِهِ ، فَأَذْهَبْتَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ، وَلَوْ بِالْـحَقِّ أَخَذْتَ أَدْرَكْتَ مَا طَلَبْتَ، فَإِنْ يُمَكِّنِ اللهُ مِنْكَ وَمِنِ ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَجْزِكُمَا بِمَا قَدَّمْتُما، وَإِنْ تُعْجِزَا وَتَبْقَيَا فَمَا أَمَامَكُمَا شَرٌ لَكُمَا، وَالسَّلاَمُ.
[1] ـ أورد ابن أبي الحديد في شرحه 16: 163 هذا الكتاب كاملاً وقال: «وذكر نصر بن مزاحم في كتاب صفين هذا الكتاب بزيادة لم يذكرها الرضي» ، ولم نعثر عليه في كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم.