[46] ومن كتاب له (عليه السلام) إلى بعض عمّاله([1])
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ مِمَّنْ أَسْتَظْهِرُ بِهِ عَلَى إِقَامَةِ الدِّينِ، وَأَقْمَعُ بِهِ نَخْوَةَ الأَثِيمِ، وَأَسُدُّ بِهِ لَهَاةَ([2]) الثَّغْرِ([3]) الْـمَخُوفِ.
فَاسْتَعِنْ بِاللهِ عَلَى مَا أَهَمَّكَ، وَاخْلِطِ الشِّدَّةَ بِضِغْثٍ مِنَ اللِّينِ، وَارْفُقْ مَا كَانَ الرِّفْقُ أَرْفَقَ، وَاعْتَزِمْ بِالشِّدَّةِ حِينَ لا تُغْنِي عَنْكَ إِلَّا الشِّدَّةُ، وَاخْفِضْ لِلرَّعِيَّةِ جَنَاحَكَ، [وَابْسِطْ لَـهُمْ وَجْهَكَ] وَأَلِنْ لَـهُمْ جَانِبَكَ، وَآسِ بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَةِ وَالنَّظْرَةِ، وَالإِشَارَةِ وَالتَّحِيَّةِ، حَتَّى لا يَطْمَعَ الْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ([4])، وَلايَيْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ، وَالسَّلَامُ.
[1] ـ أشار إليه البلاذري (ت279) في أنساب الأشراف: 398، ورواه باختلاف الثقفي (ت283) في الغارات 1: 257، والطبري (ت 310) في تاريخه 4: 71، والشيخ المفيد (ت 413) في الأمالي: 79 وقال: «أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب، قال: أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن محمّد بن زكريا، عن عبدالله بن الضحاك، عن هشام بن محمّد».
[2] ـ اللهاة: قطعة لحم مدلاة في سقف الفم على باب الحلق.
[3] ـ الثغر: المكان الذي يظن طروق الأعداء له على الحدود
[4] ـ أي حتى لا يطمع العظماء في أن تماثلهم على حيف الضعفاء.