[56] ومن كلام وصّى به شريح بن هانىء
لما جعله على مقدمته إلى الشام([1])
اتَّقِ اللهَ فِي كُلِّ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ، وَخَفْ عَلَى نَفْسِكَ الدُّنْيَا الْغَرُورَ، وَلا تَأْمَنْهَا عَلَى حَالٍ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ لَمْ تَرْدَعْ نَفْسَكَ عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا تُحِبُّ مَخَافَةَ مَكْرُوهِهِ، سَمَتْ([2]) بِكَ الأَهْوَاءُ إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الضَّرَرِ. فَكُنْ لِنَفْسِكَ مَانِعاً رَادِعاً، وَلِنَزْوَتِكَ([3]) عِنْدَ الْـحَفِيظَةِ([4]) وَاقِماً قَامِعاً([5]).
[1] ـ رواه المنقري (ت 212) في وقعة صفين: 121 عن عمر بن سعد، عن يزيد بن خالد بن قطن، والاسكافي (ت 220) في المعيار والموازنة: 140، وابن شعبة (ق 4) في تحف العقول: 191، علماً انّ المصادر تشير إلى انّ أميرالمؤمنين (عليه السلام) جعل زياد بن النضر الحارثي وشريح بن هانئ كلاهما على مقدمته، وانّ الكلام كان موجّهاً إلى زياد بن النضر.
[2] ـ سمت: ارتفعت.
[3] ـ النزوة: من نزا ينزو، أي وثب.
[4] ـ الحفيظة: الغضب.
[5] ـ وقمه: قهره، وقمعه: ردّه وكسره.