[61] ومن كتاب له (عليه السلام) إلى كميل بن زياد النخعي([1])
وهو عامله على هيت، يُنكر عليه تركه دفع من يجتاز به من جيش العدو طالباً للغارة:
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ تَضْيِيعَ الْـمَرْءِ مَا وُلِّيَ، وَتَكَلُّفَهُ مَا كُفِيَ، لَعَجْزٌ حَاضِرٌ، وَرَأْيٌ مُتَبَّرٌ([2])، وَإِنَّ تَعَاطِيَكَ الْغَارَةَ عَلَى أَهْلِ قِرْقِيسِيَا، وَتَعْطِيلَكَ مَسَالِـحَكَ([3]) الَّتِي وَلَّيْنَاكَ ـ لَيْسَ بِهَا مَنْ يَمْنَعُهَا، وَلا يَرُدُّ الْـجَيْشَ عَنْهَا ـ لَرَأْيٌ شَعَاعٌ([4]). فَقَدْ صِرْتَ جِسرْاً لِـمَنْ أَرَادَ الْغَارَةَ مِنْ أَعْدَائِكَ عَلَى أَوْلِيَائِكَ، غَيْرَ شَدِيدِ الْـمَنْكِبِ([5])، وَلا مَهِيبِ الْـجَانِبِ، وَلا سَادٍّ ثُغْرَةً، وَلا كَاسِرٍ لِعَدُوٍّ شَوْكَةً، وَلا مُغْنٍ عَنْ أَهْلِ مِصْرِهِ، وَلا مُجْزٍ عَنْ أَميِرِهِ، وَالسَّلامُ.