[30] ومن كلام له (عليه السلام)
في معنى قتل عثمان([1])
لَوْ أَمَرْتُ بِهِ لَكُنْتُ قَاتِلاً، أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ لَكُنْتُ نَاصِراً؛ غَيْرَ أَنَّ مَنْ نَصَرَهُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَ: خَذَلَهُ مَنْ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ، وَمَنْ خَذَلَهُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَ: نَصَرَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي. وَأَنَا جَامِعٌ لَكُمْ أَمْرَهُ؛ اسْتَأْثَرَ فَأَسَاءَ الأثَرَةَ([2])، وَجَزِعْتُمْ فَأَسَأْتُمُ الجَزَعَ، وَللهِ حُكْمٌ وَاقِعٌ فِي الـمُسْتَأْثِرِ وَالجَازعِ.
[1] ـ رواه الكليني (ت329) في رسائله عن عليّ بن إبراهيم باسناده ـ كما في كشف المحجة لابن طاووس: 181 ـ ، ورواه أيضاً أبو الفرج الاصفهاني (ت356) في الأغاني 16 : 248 في أخبار كعب بن مالك الأنصاري وقال: «أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن منصور الربعي ـ وذكر انّه اسناد شآم]وفي تاريخ دمشق 50 : 177 «وذكر له اسناداً شامياً» [هكذا قال ابن عمار في الخبر ـ وذكر حديثاً فيه طول لحسّان بن ثابت، والنعمان بن بشير، وكعب بن مالك ...».
[2] ـ الأثرة: اسم من الاستئثار وهو الاستبداد.
3 ـ روي بألفاظ مختلفة ومتقاربة، فقد رواه الزبير بن بكار (ت256) في الموفقيات ـ كما عن شرح ابن أبي الحديد 2: 169ـ وابن قتيبة (ت276) في عيون الأخبار 1: 195 كتاب الحرب، وابن عبد ربه (ت328) في العقد الفريد 4: 289 في ذكر يوم الجمل، واستشهد الزمخشري (ت538) في الفائق 2: 338 بقوله (عليه السلام): «ما عدا ممّا بدا» ورواه ابن عساكر (ت571) في تاريخ دمشق 18: 405 قال: «أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عليّ وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم وأبو محمّد عبد السلام بن أحمد وأبو عبدالله سمرة بن جندب وأخوه محمّد بن عبد القادر بن جندب، قالوا: أنا محمّد بن عبدالعزيز الفارسي، أنا عبد الرحمن ابن أبي شريح، قالوا: أنا عبدالله بن محمّد، نا مصعب بن عبدالله، نا أبي، عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزبير، وهو جدّ موسى بن عقبة من قبل اُمّه». ورواه أيضاً في 28: 187 وقال: «أخبرنا أبوالبركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن عليّ المقرئ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل الغلابي، نا أبي، حدّثني مصعب بن عبدالله، حدّثني أبي، عن موسى بن عقبة بن أبي عياش مولى الزبير بن العوام، عن أبي حبيبة مولى الزبير». واستشهد كلّ من ابن الأثير (ت606) في النهاية 3: 194 (عدا) وابن منظور (ت711) في لسان العرب 15: 42 بقوله (عليه السلام): «عرفتني بالحجاز ...» ولكنهما قالا: انّه (عليه السلام) ذكر هذا الكلام لطلحة.
ومن الطريف انّ ابن خلكان (ت681) الذي شكّك في صحة انتساب نهج البلاغة إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام) [3: 313 رقم443 ترجمة السيد المرتضى] يروي هذه الحادثة من كتاب نهج البلاغة وينسبها إلى عليّ (عليه السلام) ويستشهد بها، وذلك في ترجمة ابن المعلم الشاعر محمّد بن عليّ الواسطي 5: 8 رقم 681 حيث قال: «ورسالة عليّ نقلتها من كتاب نهج البلاغة».