[43] ومن كلام له (عليه السلام)
وقد أشار عليه أصحابه بالاستعداد لحرب أهل الشام بعد إرساله
جرير بن عبدالله البجلي إلى معاوية([1])
إِنَّ اسْتِعْدَادِي لِحَرْبِ أَهْلِ الشَّامِ وَجَرِيرٌ عِنْدَهُمْ، إِغْلاَقٌ لِلشَّامِ، وَصَرْفٌ لاَِهْلِهِ عَنْ خَيْرٍ إِنْ أَرادُوهُ، وَلكِنْ قَدْ وَقَّتُّ لِجَرِيرٍ وَقْتاً لا يُقِيمُ بَعْدَهُ إِلاَّ مَخْدُوعاً أَوْ عَاصِياً، وَالرَّأْيُ مَعَ الأنَاةِ([2])، فَأَرْوِدُوا([3])، وَلا أَكْرَهُ لَكُمُ الإعْدَادَ.
وَلَقَدْ ضَرَبْتُ أَنْفَ هذَا الأمْرِ وَعَيْنَهُ، وَقَلَّبْتُ ظَهْرَهُ وَبَطنَهُ، فَلَمْ أَرَ لِي إِلّا الْقِتَالَ أَوِ الْكُفْرَ [بِمَا جَاءَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ]. إِنَّهُ قَدْ كَانَ عَلَى الأُمَّةِ وَالٍ أَحْدَثَ أَحْدَاثاً، وَأَوْجَدَ النَّاسَ مَقَالاً، فَقَالُوا، ثُمَّ نَقَمُوا فَغَيَّروا.
[1] ـ روى صدر الخبر ابن قتيبة (ت 276) في الإمامة والسياسة 1: 114، وابن عساكر (ت 571) في تاريخ دمشق 59: 130، وروى المنقري (ت 212) في وقعة صفين: 55 قوله (عليه السلام): «وقّت لرسولي وقتاً لا يقيم بعده إلاّ مخدوعاً أو عاصياً»، وروى الدينوري (ت 282) في الأخبار الطوال: 188 قوله (عليه السلام): «لقد ضربت أنف هذا الأمر... أو الكفر»، وروى ابن أعثم الكوفي (ت 314) في الفتوح 2: 510 نحو ما رواه المنقري.
[2] ـ الأناة: الانتظار والتثبت.
[3] ـ أرودوا: أرفقوا، يقال: أرود في السير إرواداً أي سار برفق.