[50] ومن خطبة له (عليه السلام) ([1])
[وفيها بيان لما يخرب العالم به من الفتن وبيان هذه الفتن]
إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ، وَأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ، يُخَالَفُ فِيهَا كِتابُ اللهِ، وَيَتَوَلَّى عَلَيْهَا رِجَالٌ رِجَالاً، عَلَى غَيْرِ دِينِ اللهِ، فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزَاجِ الْـحَقِّ لَمْ يَخْفَ عَلَى الْـمُرْتَادِينَ؛ وَلَوْ أَنَّ الْحقَّ خَلَصَ مِنْ لَبْسِ البَاطِلِ انْقَطَعَتْ عَنْهُ أَلْسُنُ الْـمُعَانِدِينَ; وَلكِن يُؤْخَذُ مِنْ هذَا ضِغْثٌ([2])، وَمِنْ هذَا ضِغْثٌ، فَيُمْزَجَانِ!
فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلي الشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ، وَيَنْجُو الَّذِينَ سَبَقَتْ لَـهُمْ مِنَ اللهِ الْـحُسْنَى.
[1] ـ رواها سليم بن قيس (ت 76) في كتابه: 262، والإسكافي (ت 220) في المعيار والموازنة: 291، والبرقي (ت 274) في المحاسن 1: 208 ح 74 و 1: 218 ح 114 «عنه [أي عن أحمد] عن الحسن بن عليّ بن فضال، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب أميرالمؤمنين (عليه السلام)...»، واليعقوبي (ت 284) في تاريخه 2: 191، والكليني (ت 329) في الكافي 1: 54 ح 1 «عن الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشاء، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضال جميعاً، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : خطب أميرالمؤمنين (عليه السلام) ...» وأيضاً في 8: 58 ح 21 «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عثمان، عن سليم بن قيس الهلالي».
[2] ـ الضغث: القبضة من الحشيش.