[72] ومن كلام له (عليه السلام) قاله لمروان بن الحكم بالبصرة([1])
قالوا: أُخِذَ مروان بن الحكم أَسيراً يوم الجمل، فاستشفع الحسن والحسين (عليهما السلام) إلى أَميرالمؤمنين (عليه السلام)، فكلّماه فيه، فخلّى سبيله، فقالا له: يبايعك يا أميرالمؤمنين؟ فقال:
أَفَلَمْ يُبَايِعْنِي بَعْدَ قَتْلِ عُثْمانَ! لا حَاجَةَ لِي في بَيْعَتِهِ؛ إِنِّهَا كَفٌّ يَهُودِيَّةٌ([2])، لَوْ بَايَعَنِي بِيَدِهِ لَغَدَرَ بِسُبَّتِهِ([3]). أَمَا إِنَّ لَهُ إِمْرَةً كَلَعْقَةِ الْكَلْبِ أَنْفَهُ، وَهُوَ أَبُو الأكْبُشِ الأرْبَعَةِ، وَسَتَلْقَى الاُمَّةُ مِنْهُ وَمِنْ وَلَدِهِ يَوْمَاً أَحْمَرَ([4]).
[1] ـ قال ابن أبي الحديد في شرحه للنهج 6: 146 «قد روي هذا الخبر من طرق كثيرة، رويت فيه زيادة لم يذكرها صاحب نهج البلاغة...»، واستشهد ابن الأثير (ت 606) في النهاية 1: 68 بقوله (عليه السلام): «أما انّ له إمرة كلعقة الكلب ابنه».
[2] ـ كفّ يهودية: أي غادرة، واليهود تنسب إلى الغدر والخبث.
[3] ـ السبّة: الاست، وقال ابن أبي الحديد 6: 147 «ومعنى الكلام محمول على وجهين: أحدهما بأن يكون ذكر السبّة اهانة له وغلظة عليه، والعرب تسلك مثل ذلك في خطبها وكلامها...، الوجه الثاني: أن يريد بالكلام حقيقة لا مجازاً، وذلك لأنّ الغادر من العرب كان إذا عزم على الغدر بعد عهد قد عاهده أو عقد قد عقده، حَبَق استهزاء بما كان قد أظهره من اليمين والعهد، سخريّة وتهكّماً».
[4] ـ يوماً أحمر: أي يوماً شديداً، أو قتلاً ذريعاً.