[77] ومن كلمات كان يدعو بها (عليه السلام)([1])
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي؛ فَإِنْ عُدْتُ فَعُدْ لِـيْ بِالْـمَغْفِرَةِ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا وَأَيْتُ([2]) مِنْ نَفْسِي، وَلَمْ تَجِدْ لَهُ وَفَاءً عِنْدي. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ [بِلِسَاني] ثُمَّ خَالَفَهُ قَلْبِي. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي رَمَزَاتِ الأَلْـحَاظِ([3])، وَسَقَطَاتِ الألْفَاظِ([4])، وَشَهَوَاتِ الْـجَنَانِ، وَهَفَوَاتِ([5]) اللِّسَانِ.
[1] ـ رواها بهذا اللفظ الباعوني (ت871) في جواهر المطالب1: 307، وأورد ذيل الدعاء الخوارزمي (ت 568) في المناقب: 376 نقلا عن الجاحظ. ولا يخفى عدم صحّة التمسك بأمثال هذه الأدعية لنفي العصمة عنهم؛ لأنّ العصمة مسألة كلامية تُبحث في علم الكلام باب صفات وشرائط القادة والهداة إلى الله تعالى، وتعيين الحجة على الناس، ولا ربط لها بعوالم الاستغراق في الحبّ الإلهي، واستصغار النفس أمامه، فإنّ الإنسان الكامل لمعرفته بعظمة ربّه لا يرى نفسه شيئاً أمامه، بل يرى انّ وجوده ذنب لا يقاس به ذنب، ويرى كل أعماله وأوراده قاصرة عن أداء حقّه، ويؤيّد هذا ما روي في الكافي 2: 579 ح 7 انّ أبا الحسن (عليه السلام) قال لأحد أصحابه: أكثر من أن تقول: اللّهمّ لا تجعلني من المعارين ولا تخرجني من التقصير، قال: قلت: أمّا المعارين فقد عرفت، فما معنى: لا تخرجني من التقصير؟ قال: كل عمل تعمله تريد به وجه الله عزّوجلّ فكن فيه مقصّراً عند نفسك، فإنّ الناس كلّهم في أعمالهم فيما بينهم وبين الله عزّوجلّ مقصّرون.
وبالجملة انّ العصمة بمفهومها الكلامي شيء، ومقام المناجاة بين العبد وربّه، والتذلّل له والاعتراف بالتقصير والذنب شيء آخر، ومحاولة استفادة عدم العصمة من هذه الكلمات مغالطة وخلط في المنهج.
[2] ـ وأيت: وعدت.
[3] ـ الرمز: تحريك الشفتين أو الإشارة بالعين، واللحظ: النظر بمؤخّر العين.
[4] ـ سقطات الألفاظ: لغوها.
[5] ـ الهفوات: الزلاّت.