[84] ومن خطبة له (عليه السلام) ([1])
[وفيها صفات ثمان من صفات الجلال]
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، الأَوَّلُ لا شَيْءَ قَبْلَهُ، وَالآخِرُ لا غَايَةَ لَهُ، لا تَقَعُ الأوْهَامُ لَهُ عَلى صِفَةٍ، وَلا تُعْقَدُ الْقُلُوبُ مِنْهُ عَلَى كَيْفِيَّةٍ، وَلا تَنَالُهُ التَّجْزِئَةُ وَالتَّبْعِيضُ، وَلا تُحِيطُ بِهِ الأبْصَارُ وَالْقُلُوبُ([2]).
منها:
فَاتَّعِظُوا عِبَادَ اللهِ بِالعِبَرِ النَّوَافِعِ، وَاعْتَبِرُوا بِالآي السَّوَاطِعِ، وَازْدَجِرُوا بِالنُّذُرِ الْبَوَالِغِ، وَانْتَفِعُوا بِالذِّكْرِ وَالْـمَوَاعِظِ، فَكَأَنْ قَدْ عَلِقَتْكُمْ مَخَالِبُ الْـمَنِيَّةِ، وَانْقَطَعَتْ مِنْكُمْ عَلاَئِقُ الأُمْنِيَّـةِ ، وَدَهِمَتْكُمْ مُفْظِعَاتُ الأمُورِ ، وَالسِّيَاقَةُ إِلى الْوِرْدِ الْـمَوْرُودِ ، «وَجَاءَت كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَـا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ » سَائِقٌ يَسُوقُهَا إِلَى مَحْشَرِهَا ، وَشاهِـدٌ يَشْهَدُ عَلَيْهَا بِعَمَلِهَا.
منها: في صفة الجنّة
دَرَجَاتٌ مُتَفَاضِلاَتٌ، وَمَنَازِلُ مُتَفَاوِتَاتٌ، لا يَنْقَطِعُ نَعِيمُهَا، وَلا يَظْعَنُ مُقِيمُهَا، وَلا يَهْرَمُ خَالِدُهَا، وَلا يَبْأَسُ سَاكِنُهَا.
[1] ـ روى شطر منها أبو نعيم الأصفهاني (ت 430) في حلية الأولياء 1: 77 من قوله (عليه السلام): «اتعظوا عباد الله ـ إلى قوله ـ : يشهد عليها بعملها»، ورواها الباعوني (ت 871) في جواهر المطالب 1: 301.
[2] ـ قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه 6: 346 تعليقاً على هذا المقطع: «واعلم أنّ التوحيد والعدل والمباحث الشريفة الإلهية، ما عرفت إلاّ من كلام هذا الرجل، وانّ كلام غيره من أكابر الصحابة لم يتضمّن شيئاً من ذلك أصلاً، ولا كانوا يتصوّرونه، ولو تصوّروه لذكروه، وهذه الفضيلة عندي أعظم فضائله (عليه السلام)».