[101] ومن خطبة له (عليه السلام)
تجري هذا المجرى [وفيها ذكر يوم القيامة وأحوال الناس المقبلة]
وَذلِكَ يَوْمٌ يَجْمَعُ اللهُ فِيهِ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ لِنِقَاشِ الْحِسَابِ وَجَزَاءِ الأَعْمَالِ، خُضُوعاً، قِياماً، قَدْ أَلْـجَمَهُمُ الْعَرَقُ، وَرَجَفَتْ بِهِمُ الأَرْضُ، فَأَحْسَنُهُمْ حَالاً مَنْ وَجَدَ لِقَدَمَيْهِ مَوْضِعاً، وَلِنَفْسِهِ مُتَّسَعاً.
منها: [في حال مقبلة على الناس]
فِتَنٌ كَقِطَعِ الْلَّيْلِ الْـمُظْلِمِ، لا تَقُومُ لَـهَا قَائِمَةٌ، وَلا تُرَدُّ لَـهَا رَايَةٌ، تَأْتِيكُمْ مَزْمُومَةً مَرْحُولَةً([1])، يَحْفِزُهَا([2]) قَائِدُهَا، وَيَجْهَدُهَا([3]) رَاكِبُهَا، أَهْلُهَا قَوْمٌ شَدِيدٌ كَلَبُهُمْ([4])، قَلِيلٌ سَلَبُهُمْ([5])، يُجَاهِدُهُمْ فِي اللهِ قَوْمٌ أَذِلَّةٌ عِنْدَ الْـمُتَكَبِّرِينَ، فِي الأَرْضِ مَجْهُولُونَ، وَفِي السَّماءِ مَعْرُوفُونَ.
فَوَيْلٌ لَكِ يَا بَصْرَةُ عِنْدَ ذلِكَ، مِنْ جَيْشٍ مِنْ نِقَمِ اللهِ! لا رَهَجَ([6]) لَهُ وَلا حِسَّ، وَسَيُبْتَلَى أَهْلُكِ بِالْـمَوْتِ الأَحْمَرِ([7]) ، وَالْـجُوعِ الأَغْبَرِ([8])!
[1] ـ مزمومة: كدابة جُعل لها زمام، مرحولة: كناقة انتخبت راحلة.
[2] ـ يحفزها: يدفعها شديداً.
[3] ـ يجهدها: يحملها على الجهد والمشقة.
[4] ـ الكَلَبْ: الشرّ والأذى.
[5] ـ السلب: ما يأخذه القاتل من ثياب المقتول وسلاحه، وقليل سلبهم: أي همّهم القتل لا السلب.
[6] ـ الرهج: الغبار.
[7] ـ الموت الأحمر: القتل.
[8] ـ الجوع الأغبر: القحط.