[126] ومن كلام له (عليه السلام)
لما عوتب على تصييره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل إلى السابقات والشرف([1])، قال:
أَتَـأْمُرُونِّي أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْـجَـوْرِ فِيمَـنْ وُلِّيتُ عَلَيْـهِ ! وَاللهِ لا أَطُورُ بِهِ([2]) مَـا سَمَرَ سَمِيرٌ([3])، وَمَا أَمَّ نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ نَجْماً! لَوْ كَانَ الْـمَالُ لِي لَسَوَّيْتُ بَيْنَهُمْ، فَكَيْفَ وَإِنَّمَا الْـمَالُ مَالُ اللهِ.
ثمّ قال(عليه السلام): أَلاَ وَإِنَّ إِعْطَاءَ الْـمَالِ فِي غَيْرِ حَقِّهَ تَبْذِيرٌ وَإِسْرَافٌ، وَهُوَ يَرْفَعُ صَاحِبَهُ فِي الدُّنْيَا وَيَضَعُهُ فِي الآخِرَةِ، وَيُكْرِمُهُ فِي النَّاسِ وَيُهِينُهُ عِنْدَ اللهِ، وَلَمْ يَضَعِ امْرُؤٌ مَالَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَعِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ إلَّا حَرَمَهُ اللهُ شُكْرَهُمْ وَكَانَ لِغَيْرِهِ وُدُّهُمْ، فَإِنْ زَلَّتْ بِهِ النَّعْلُ يَوْماً فَاحْتَاجَ إِلى مَعُونَتِهِمْ فَشَرُّ خَلِيلٍ وَأَلأمُ خَدِينٍ!
[1] ـ رواه باختلاف يسير ابن قتيبة (ت 276) في الإمامة والسياسة 1: 174، والثقفي (ت 283) في الغارات 1: 75 قال: «حدّثنا محمّد، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا إبراهيم، قال: حدّثني محمّد بن عبدالله بن عثمان، قال: حدّثني عليّ بن أبي سيف، عن أبي حباب، عن ربيعة وعمارة»، والكليني (ت 329) في الكافي 4: 31 ح 3 قال: «عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن علي، عن أحمد بن عمرو بن سليمان البجلي، عن إسماعيل بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار، عن إبراهيم بن إسحاق المدائني، عن رجل، عن أبي مخنف الأزدي»، وابن شعبة (ق 4) في تحف العقول: 185، والشيخ المفيد (ت 413) في الأمالي: 174 ح 6 بسند الثقفي، والشيخ الطوسي (ت 460) في الأمالي: 194 ح 33 بسند الثقفي، واستشهد ابن الأثير (ت 606) في النهاية 2: 400 بقوله(عليه السلام): «لا أطور به ما سمر سمير».
[2] ـ أطور به: أقر به.
[3] ـ سمير: اسم للدهر، أي ما بقي الدهر.