[148] ومن خطبة له (عليه السلام) في ذكر أهل البصرة([1])
كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَرْجُو الأَمْرَ لَهُ، وَيَعْطِفُهُ عَلَيْهِ دُونَ صَاحِبِهِ، لا يَمُتَّانِ([2]) إِلَى اللهِ بِحَبْلٍ، وَلا يَمُدَّانِ إِلَيْهِ بِسَبَبٍ. كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا حَامِلُ ضَبٍّ([3]) لِصَاحِبِهِ، وَعَمَّا قَلِيلٍ يُكْشَفُ قِنَاعُهُ بِهِ! وَاللهِ لَئِنْ أَصَابُوا الَّذِي يُرِيدُونَ لَيَنْتَزِعَنَّ هذَا نَفْسَ هذَا، وَلَيَأْتِيَنَّ هذَا عَلَى هذَا، قَدْ قَامَتِ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فَأَيْنَ الْـمُحْتَسِبُونَ([4])!
قَدْ سُنَّتْ لَـهُمُ السُّنَنُ، وَقُدِّمَ لَـهُمُ الْـخَبَرُ، وَلِكُلِّ ضَلَّةٍ عِلَّةٌ، وَلِكُلِّ نَاكِثٍ شُبْهَةٌ. وَاللهِ لا أَكُونُ كَمُسْتَمِعِ اللَّدْمِ([5])، يَسْمَعُ النَّاعِيَ، وَيَحْضُرُ الْبَاكِيَ، ثُمَّ لا يَعْتَبِرُ!