[170] ومن كلام له (عليه السلام)([1])
[في وجوب اتباع الحقّ عند قيام الحجّة]
كلّم به بعض العرب، وقد أرسله قوم من أهل البصرة لما قرب (عليه السلام) منها ليعلم لهم منه حقيقة حاله مع أصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم، فبيّن له (عليه السلام) من أمره معهم ما علم به أنّه على الحقّ. ثمّ قال له: بايع. فقال: إنّي رسول قومٍ، ولا أحدِث حدثاً حتّى أرجع إليهم.
فقال (عليه السلام): أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ الَّذِينَ وَرَاءَكَ بَعَثُوكَ رَائِداً تَبْتَغِي لَـهُمْ مَسَاقِطَ الْغَيْثِ، فَرَجَعْتَ إلَيْهِمْ وَأَخْبَرْتَهُمْ عَنِ الْكَلَأ وَالْـمَاءِ، فَخَالَفُوا إلى الْـمَعَاطِشِ وَالْـمَجَادِبِ، مَا كُنْتَ صَانِعاً؟ قال: كُنْتُ تَارِكَهُمْ وَمُخَالِفَهُمْ إلى الْكَلإ وَالْـمَاءِ. فَقَالَ لَهُ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ : فَامْدُدْ إذاً يَدَكَ.
فَقَالَ الرَّجُلُ: فَوَاللهِ مَااسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْتَنِعَ عِنْدَ قِيَامِ الْـحُجَّةِ عَلَيَّ، فَبَايَعْتُهُ عَلَيْهِ الْسَّلاَمُ. وَالرَّجُلُ يُعْرَفُ بِكُلَيْبٍ الجَرْمِيّ.
[1] ـ رواه الطبري (ت 310) في تاريخه 3: 505 عن مصعب بن سلام التميمي، عن محمّد بن سوقة، عن عاصم بن كليب الجرمي، عن أبيه، وروى بمعناه ابن أبي شيبة (ت 235) في المصنّف 8: 704 قال: حدثنا عبدالله بن يونس، قال: حدثنا بقي بن مخلّد، قال: حدثنا أبو بكر قال: حدثنا اُسامة، قال: حدثنا العلاء بن المنهال، قال: حدثنا عاصم بن كليب الجرمي، قال: حدثني أبي»، والشيخ المفيد (ت 413) في كتاب الجمل: 156 عن الواقدي، عن شيبان بن عبدالرحمن، عن عاصم بن كليب، عن أبيه.