[232] ومن كلام له (عليه السلام) ([1])
[بعد أن أقدم أحدهم على الكلام فحصر]
[وهو في فضل أهل البيت، ووصف فساد الزمان]
أَلا إِنَّ اللِّسَانَ بَضْعَـةٌ مِنَ الإِنْسَانِ ، فَلاَ يُسْعِدُهُ الْقَوْلُ إِذَا امْتَنَعَ ، وَلا يُمْهِلُـهُ النُّطْقُ إِذَا اتَّسَعَ ، وَإِنَّا لأُمَرَاءُ الْكَلاَمِ ، وَفِينَا تَنَشَّبَتْ عُرُوقُهُ([2]) ، وَعَلَيْنَا تَهَدَّلَتْ([3]) غُصُونُهُ.
وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ أَنَّكُمْ فِي زَمَانٍ الْقَائِلُ فِيهِ بِالْـحَقِّ قَلِيلٌ، وَاللِّسَانُ عَنِ الصِّدْقِ كَلِيلٌ([4])، وَاللاَّزِمُ لِلْحَقِّ ذَلِيلٌ، أَهْلُهُ مُعْتَكِفُونَ عَلَى الْعِصْيَانِ، مُصْطَلِحُونَ عَلَى الإِدْهَانِ، فَتَاهُمْ عَارِمٌ([5])، وَشَائِبُهُمْ آثِمٌ، وَعَالِـمُهُمْ مُنَافِقٌ، وَقَارِئُهُمْ مُمَاذِقٌ([6])، لا يُعَظِّمُ صَغِيرُهُمْ كَبِيرَهُمْ، وَلا يَعُولُ غَنِيُّهُمْ فَقِيرَهُمْ.
[1] ـ ذكر ابن أبي الحديد في شرحه 13: 13 انّ هذا الكلام من خطبة طويلة انتخب منها الرضي هذه الجمل، ممّا يظهر اطلاعه على تمام الخطبة من مصدر آخر.
[2] ـ تنشّبت عروقه: علقت وتمكّنت كتمكّن عروق الشجر.
[3] ـ تهدلت: تدلّت.
[4] ـ كلّ لسانه: نبا عن الغرض.
[5] ـ عارم: شرس الخلق، مفسد.
[6] ـ مماذق: مرائي، يمزج ودّه بالغش.