[234] ومن كلام له (عليه السلام)
قاله وهو يلي غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وتجهيزه([1])
بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي، لَقَدِ انْقَطَعَ بِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ غَيْرِكَ مِنَ النُّبُوَّةِ وَالإِنْبَاءِ وأَخْبَارِ السَّماءِ، خَصَّصْتَ([2]) حَتَّى صِرْتَ مُسَلِّياً عَمَّنْ سِوَاكَ، وَعَمَّمْتَ([3]) حَتّى صَارَ النَّاسُ فِيكَ سَواءً، وَلَوْ لا أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالصَّبرِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْـجَزَعِ، لَأَنْفَدْنَا عَلَيْكَ مَاءَ الشُّؤُونِ([4])، وَلَكَانَ الدَّاءُ مُمَاطِلاً([5])، وَالْكَمَدُ مُحَالِفاً([6])، وَقَلّا لَكَ([7])، وَلكِنَّهُ مَا لا يُمْلَكُ رَدُّهُ، وَلا يُسْتَطَاعُ دَفْعُهُ. بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي، اذْكُرْنَا عِنْدَ رَبِّكَ، وَاجْعَلْنَا مِنْ بَالِكَ.
[1] ـ ورد باختلاف عند محمّد بن حبيب (ت 245هـ) في أماليه ـ كما ذكره ابن أبي الحديد في شرحه 13: 42 ـ والشيخ المفيد (ت 413 هـ) في أماليه قال: «أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين المقري البصير، قال: حدّثنا عبدالله بن يحيى القطان، قال: حدّثنا أحمد بن الحسين بن سعيد القرشي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عبدالله بن مخارق، عن عبد الصمد بن عليّ، عن أبيه، عن عبدالله بن عباس»، وابن عبدالبر (ت 463 هـ) في التمهيد 2: 162.
[2] ـ خصّصت: أي خصت مصيبتك أهل بيتك حتى انّهم لا يكترثون بما يصيبهم بعدك من المصائب ولا بما أصابهم من قبل.
[3] ـ عمّمت: عمّت هذه المصيبة أيضاً الناس حتى استوى الخلائق كلّهم فيها.
[4] ـ الشؤون: مجاري الدمع من الرأس.
[5] ـ كان الداء مماطلاً: أي مماطلاً بالشفاء.
[6] ـ محالفاً: ملازماً.
[7] ـ قلاّ لك: أي انّ مماطلة الداء ومحالفة الكمد قليلتان لك.