[238] ومن خطبة له (عليه السلام)
[في المسارعة إلى العمل]
فَاعْمَلُوا وَأَنْتُمْ فِي نَفَسِ الْبَقَاءِ([1]) ، وَالصُّحُفُ مَنْشُورَةٌ ، وَالتَّوْبَةُ مَبْسُوطَةٌ ، وَالْـمُدْبِرُ يُدْعَى ، وَالْـمُسِيءُ يُرْجَى ، قَبْلَ أَنْ يَخْمُدَ العَمَلُ([2]) ، وَيَنَقَطِعَ الْـمَهَلُ ، وَتَنْقَضِيَ الْـمُدَّةُ، وَتُسَدَّ أبْوابُ التَّوْبَةِ، وَتَصْعَدَ الْـمَلَائِكَةُ.
فَأخَذَ امْرُؤٌ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ، وَأَخَذَ مِنْ حَيٍّ لِـمَيِّت، وَمِنْ فَانٍ لِبَاقٍ، وَمِنْ ذَاهِبٍ لِدَائِمٍ. امْرُءٌ خَافَ اللهَ وَهُوَ مُعَمَّرٌ إلَى أَجَلِهِ، وَمَنْظُورٌ إلَى عَمَلِهِ. امْرُؤٌ ألْـجَمَ نَفْسَهُ بِلِجَامِهَا، وَزَمَّهَا بِزِمَامِهَا([3])، فَأَمْسَكَهَا بِلِجَامِهَا عَنْ مَعَاصِي اللهِ، وَقَادَها بِزِمَامِهَا إِلَى طَاعَةِ اللهِ.