العربية
100%
بطاقة الغدير الثقافية

قصائد شعرية في الغدير

1- قال حسّان بن ثابت المتوفّى (55)هـ :

يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالرسول مناديا

فقال : فمن مولاكم ونبيكم ؟ فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

: إلهك مولانا وأنت نبينا * ولم تلق منا في الولاية عاصيا

فقال له : قم يا علي ؟ فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أتباع صدق مواليا

هناك دعا اللهم ؟ وال وليه * وكن للذي عادا عليا معاديا (1)

-------------------------------------------------------------------

(1) الغدير : 2 / 65

 

2ـ الكُمَيتُ بنُ زَيدٍ الأَسَدِيُّ (المتوفى 126هـ )

نفى عن عينك الأرق الهجوعا * وهم يمتري منها الدموعا

دخيل في الفؤاد يهيج سقما * وحزنا كان من جذل ( 1 ) منوعا

وتوكاف الدموع على اكتئاب * أحل الدهر موجعه الضلوعا

ترقرق أسحما دررا وسكبا * يشبه سحها غربا هموعا ( 2 )

لفقدان الخضارم من قريش * وخير الشافعين معا شفيعا

لدى الرحمن يصدع بالمثاني * وكان له أبو حسن قريعا ( 3 )

حطوطا في مسرته ومولى * إلى مرضاة خالقه سريعا

وأصفاه النبي على اختيار * بما أعيى الرفوض له المذيعا

ويوم الدوح دوح غدير خم * أبان له الولاية لو أطيعا

ولكن الرجال تبايعوها * فلم أر مثلها خطرا مبيعا

فلم أبلغ بها لعنا ولكن * أساء بذاك أولهم صنيعا

فصار بذاك أقربهم لعدل * إلى جور وأحفظهم مضيعا

أضاعوا أمر قائدهم فضلوا * وأقومهم لدى الحدثان ريعا

تناسوا حقه وبغوا عليه * بلا ترة وكان لهم قريعا

فقل لبني أمية حيث حلوا * وإن خفت المهند والقطيعا

: ألا أف لدهر كنت فيه * هدانا طائعا لكم مطيعا

أجاع الله من أشبعتموه * وأشبع من بجوركم أجيعا

ويلعن فذ أمته جهارا * إذا ساس البرية والخليعا

بمرضي السياسة هاشمي * يكون حيا لأمته ربيعا

وليثا في المشاهد غير نكس * لتقويم البرية مستطيعا

يقيم أمورها ويذب عنها * ويترك جدبها أبدا مريعا(4)

---------------------------------------------------

( 1 ) الجذل : الفرح .

( 2 ) رقرقت العين : أجرت دمعها . الأسحم : السحاب . يقال : أسحمت السماء . صبت ماءها

السج : الصب . الغرب : الدلو العظيم . الهموع : السيال

( 3 ) القريع : السيد . الرئيس .

(4) الغدير :2/181 .

 

 

3- الشيخ الكفعمي المتوفّى ( 905 )

هنيئا هنيئا ليوم الغدير * ويوم الحبور ويوم السرور

ويوم الكمال لدين الإله * وإتمام نعمة ربّ غفور

ويوم الفلاح ويوم النجاح * ويوم الصلاح لكلّ الأمور

ويوم الإمارة للمرتضى * أبي الحسنين الإمام الأمير

ويوم الخطابة من جبرئيل * بتقدير ربّ عليم قدير

ويوم السّلام على المصطفى * وعترته الأطهرين البدور

ويوم اشتراط ولاء الوصيّ * على المؤمنين بيوم الغدير

ويوم الولاية في عرضها * على كلّ خلق السميع البصير

عليّ الوصيّ وصيّ النبيّ * وغوث الوليّ وحتف الكفور

وغيث المحول وزوج البتول * وصنو الرسول السراج المنير

أمان البلاد وساقي العباد * بيوم المعاد بعذب نمير

همام الصفوف ومقري الضيوف * وعند الزحوف كليث هصور

ومن قد هوى النجم في داره * ومن قاتل الجنّ في قعر بير

وسل عنه بدرا وأحدا ترى * له سطوات شجاع جسور

وسل عنه عمرا وسل مرحبا * وفي يوم صفّين ليل الهرير

وكم نصر الدين في معرك * بسيف صقيل وعزم مرير

وستّا وعشرين حربا رأى * مع الهاشميّ البشير النذير

أمير السرايا بأمر النبيّ * وليس عليه بها من أمير(1)

--------------------------------

(1) الغدير : 11/ 211 .

 

 

4- دعبل بن علي الخزاعي( المتوفى 246) .

تجاوبن بالأرنان والزفرات * نوائح عجم اللفظ والنطقات

يخبرن بالأنفاس عن سر أنفس * أسارى هوى ماض وآخر آت

فأسعدن أو أسعفن حتى تقوضت ( 1 ) * صفوف الدجا بالفجر منهزمات

على العرصات الخاليات من المها * سلام شج صب على العرصات ( 2 )

فعهدي بها خضر المعاهد مألفا * من العطرات البيض والخفرات ( 3 )

ليالي يعدين الوصال على القلا * ويعدى تدانينا على الغربات

وإذ هن يلحظن العيون سوافرا * ويسترن بالأيدي على الوجنات

وإذ كل يوم لي بلحظي نشوة * يبيت بها قلبي على نشوات

فكم حسرات هاجها بمحسر ( 4 ) * وقوفي يوم الجمع من عرفات

ألم تر للأيام ما جر جورها * على الناس من نقص وطول شتات ؟ !

ومن دول المستهزئين ومن غدا * بهم طالبا للنور في الظلمات

فكيف ومن أنى بطالب زلفة * إلى الله بعد الصوم والصلوات ؟ ! ؟ !

سواحب أبناء النبي ورهطه * وبغض بني الزرقاء والعبلات

وهند وما أدت سمية وابنها * أولوا الكفر في الاسلام والفجرات

هم نقضوا عهد الكتاب وفرضه * ومحكمه بالزور والشبهات

ولم تك إلا محنة قد كشفتهم * بدعوى ظلال من هن وهنات

تراث بلا قربى وملك بلا هدى * وحكم بلا شورى بغير هدات

رزايا أرتنا خضرة الأفق حمرة * وردت أجاجا طعم كل فرات

وما سهلت تلك المذاهب فيهم * على الناس إلا بيعة الفلتات

وما قيل أصحاب السقيفة جهرة * بدعوى تراث في الضلال نتات

ولو قلدوا الموصى إليه أمورها * لزمت بمأمون عن العثرات

أخي خاتم الرسل المصفى من القذى * ومفترس الأبطال في الغمرات

فإن جحدوا كان " الغدير " شهيده * وبدر واحد شامخ الهضبات

وآي من القرآن تتلى بفضله * وإيثاره بالقوت في اللزيات

وغر خلال أدركته بسبقها * مناقب كانت فيه مؤتنفات (5 )

___________________________________

( 1 ) تقوضت الصفوف : انتقضت وتفرقت .

( 2 ) المها : البقرة الوحشية . الصب : العاشق وذو الولع الشديد .

( 3 ) خفرت الجارية : استحيت أشد الحياء .

( 4 ) وادي محسر بكسر السين المشددة : حد " منى " إلى جهة " عرفة " .

(5) أنف كل شئ : أوله . وروض أنف : ما لم يرعه أحد : كأس أنف : لم يشرب بها . المستأنف :

ما لم يسبق إليه .

 

5- السيد الحميري (المتوفى 173) هـ .

 

يا بايع الدين بدنياه * ليس بهذا أمر الله

من أين أبغضت علي الوصي *؟ وأحمد قد كان يرضاه

 من الذي أحمد في بينهم * يوم " غدير الخم " ناداه؟

أقامه من بين أصحابه * وهم حواليه فسماه :

هذا علي بن أبي طالب * مولى لمن قد كنت مولاه

 فوال من والاه يا ذا العلا * وعاد من قد كان عاداه.

ويقول :

هلا وقفت على المكان المعشب   بين الطويلع فاللوى من كبكب

وبخم إذ قال الإله بعزمه        قم يا محمد في البرية فاخطب

 وانصب أبا حسن لقومك إنه * هاد وما بلغت إن لم تنصب

 فدعاه ثم دعاهم فأقامه * لهم فبين مصدق ومكذب

جعل الولاية بعده لمهذب * ما كان يجعلها لغير مهذب

 وله مناقب لا ترام متى يرد * ساع تناول بعضها بتذبذب

 إنا ندين بحب آل محمد * دينا ومن يحبهم يستوجب

منا المودة والولاء ومن يرد * بدلا بآل محمد لا يحبب

 ومتى يمت يرد الجحيم ولا يرد * حوض الرسول وإن يرده

يضرب ضرب المحاذر أن تعر ركابه * بالسوط سالفة البعير الأجرب

وكأن قلبي حين يذكر أحمدا * ووصي أحمد نيط من ذي مخلب

بذرى القوادم من جناح مصعد * في الجو أو بذرى جناح مصوب

حتى يكاد من النزاع إليهما * يفري الحجاب عن الضلوع القلب

هبة وما يهب الإله لعبده * يزدد ومهما لا يهب لا يوهب

يمحو ويثبت ما يشاء وعنده * علم الكتاب وعلم ما لم يكتب(1)

------------------------------------

(1) الغدير : 2 / 213 .

 

 

6- أبو تمام الطائي المتوفى (231) هـ

أظبية حيث استنت الكثب العفر * رويدك لا يغتالك اللوم والزجر

أسري حذارا لم يقيدك ردة * فيحسر ماء من محاسنك الهذر

أراك خلال الأمر والنهي بوة * عداك الردى ما أنت والنهي والأمر ؟ !

أتشغلني عما هرعت لمثله * حوادث أشجان لصاحبها نكر ؟ !

ودهر أساء الصنع حتى كأنما * يقضي نذورا في مساءتي الدهر

له شجرات خيم المجد بينها * فلا ثمر جان ولا ورق نضر

وما زلت ألقى ذاك بالصبر لابسا * رداءيه حتى خفت أن يجزع الصبر

وإن نكيرا أن يضيق بمن له * عشيرة مثلي أو وسيلته مصر

وما لامرئ من قاتل يوم عثرة * لعا وخديناه الحداثة والفقر

وإن كانت الأيام آضت وما بها * لذي غلة ورد ولا سائل خبر

هم الناس سار الذم والحرب بينهم * وحمر أن يغشاهم الحمد والأجر

صفيك منهم مضمر عنجهية (1) * فقائده تيه وسائقه كبر

إذا شام برق اليسر فالقرب شأنه * وأنأى من العيوق إن ناله عسر

أريني فتى لم يقله الناس أو فتى * يصح له عزم وليس له وقر

ترى كل ذي فضل يطول بفضله * على معتفيه والذي عنده نزر

وإن الذي أحذاني الشيب للذي * رأيت ولم تكمل له السبع والعشر

وأخرى إذا استودعتها السر بينت * به كرها ينهاض من دونها الصدر

طغى من عليها واستبد برأيهم * وقولهم إلا أقلهم الكفر

وقاسوا دجى أمريهم وكلاهما * دليل لهم أولى به الشمس والبدر

سيحدوكم استسقاؤكم حلب الردى * إلى هوة لا الماء فيها ولا الخمر

سأمتم عبور الضحل خوضا فأية * تعدونها لو قد طغى بكم البحر

وكنتم دماء تحت قدر مغارة * على جهل ما أمست تفور به القدر

فهلا زجرتم طائر الجهل قبل أن * يجيئ بما لا تبسأون به الزجر ؟ !

طويتم ثنايا تخبأون عوارها * فأين لكم خب وقد ظهر النشر ؟ !

فعلتم بأبناء النبي ورهطه * أفاعيل أدناها الخيانة والغدر

ومن قبله أخلفتم لوصيه * بداهية دهياء ليس لها قدر

فجأتم بها بكرا عوانا ولم يكن * لها قبلها مثل عوان ولا بكر

أخوه إذا عد الفخار وصهره * فلا مثله أخ ولا مثله صهر

وشد به أزر النبي محمد * كما شد من موسى بهارونه الإزر

وما زال كشافا دياجير غمرة * يمزقها عن وجهه الفتح والنصر

هو السيف سيف الله في كل مشهد * وسيف الرسول لا ددان ولا دثر

فأي يد للذم لم يبر زندها * ووجه ضلال ليس فيه له أثر

ثوى ولأهل الدين أمن بحده * وللواصمين الدين في حده ذعر

يسد به الثغر المخوف من الردى * ويعتاض من أرض العدو به الثغر

بأحد وبدر حين ماج برجله * وفرسانه أحد وماج بهم بدر

ويوم حنين والنضير وخيبر * وبالخندق الثاوي بعقوته عمرو

سما للمنايا الحمر حتى تكشفت * وأسيافه حمر وأرماحه حمر

مشاهد كان الله كاشف كربها * وفارجه والأمر ملتبس إمر

و " يوم الغدير " استوضح الحق أهله * بضحيآء لا فيها حجاب ولا ستر

أقام رسول الله يدعوهم بها * ليقربهم عرف وينآهم نكر

يمد بضبعيه ويعلم: أنه * ولي ومولاكم فهل لكم خبر ؟ !

يروح ويغدو بالبيان لمعشر * يروح يهم غمر ويغدو بهم غمر

فكان لهم جهر بإثبات حقه * وكان لهم في بزهم حقه جهر

أثم جعلتم حظه حد مرهف * من البيض يوما حظ صاحبه القبر

بكفي شقي وجهته ذنوبه * إلى مرتع يرعى به الغي والوزر(2)

------------------------------------------------

( 1 ) العنجهية بضم العين والجيم : الكبر

(2) القصيدة 73 بيتا توجد في ديوانه ص 143

.

 

 7- ابن الرومي4013:


يا هند لم أعشق ومثلي لا يرى * عشق النساء ديانة وتحرجا

 لكن حبي للوصي مخيم * في الصدر يسرح في الفؤاد تولجا

 فهو السراج المستنير ومن به * سبب النجاة من العذاب لمن نجا

 وإذا تركت له المحبة لم أجد * يوم القيامة من ذنوبي مخرجا

 قل لي: أأترك مستقيم طريقه * جهلا وأتبع الطريق الأعوجا؟
وأراه كالتبر المصفى جوهرا * وأرى سواه لناقديه مبهرجا

ومحله من كل فضل بين * عال محل الشمس أو بدر الدجا

قال النبي له مقالا لم يكن * يوم الغدير لسامعيه ممجمجا

من كنت مولاه فذا مولى له * مثلي وأصبح بالفخار متوجا

 وكذاك إذ منع البتول جماعة * خطبوا وأكرمه بها إذ زوجا

وله عجائب يوم سار بجيشه * يبغي لقصر النهروان المخرجا

ردت عليه الشمس بعد غروبها * بيضاء تلمع وقدة وتأججا (1)

------------------------------------------------

(1) المناقب : 3/ 29 .

 

 

8- ابن علوية الاصبهاني (المتوفى 320 هـ)

مـا بال عـيـنك ثـرة الأجفان * عـبرى اللحاظ سقيمة الانسان ! ؟

صلـى الإلـه على ابن عم محمد * منـه صلاة تغـمد بحـنـان

وله إذا ذكر (الغـدير) فضـيلـة * لم ننسهـا مـا دامـت المـلوان

قام النـبي لـه بشـرح ولايـة * نزل الكتاب بهـا مـن الـديان

إذ قال : بلـغ مـا أمرت به وثق * منهم بعـصمة كـالئ حـنـان

فدعا الصلاة جماعـة وأقـامـه * علما بـفضل مقـالة غـران

نادى : ألست وليكم ؟ قالوا : بلى * حقا فـقال : فـذا الـولي الثاني

ودعا له ولمن أجـاب بنـصـره * ودعا الإله عـلى ذوي الخـذلان

نـادى ولـم يك كـاذبا : بخ أبا * حسن ربـيع الشيـب والشـبان

أصبحت مولى المؤمنين جـماعة * مولى أنـاثهم مـع الـذكـران

لمن الخلافة والوزارة هل هـما * إلا له وعليـه يتفـقـان ؟ ! ؟ !

أو ماهما فيـما تلاه إلا هـنـا * في محـكم الآيـات مكتـوبان ؟ !

أدلوا بحجـتكم وقـولوا قـولكم * ودعـوا حـديث فـلانـة وفلان

هيهات ضل ضلالكم أن تهتـدوا * أو تفـهموا لمقـطع السلـطان(1)

 

(1) الغدير : 3/ 347 .

 

 

 

9- أبو القاسم علي بن إسحاق الشهير بالزاهي : ( المتوفى سنة 352 هـ ) من شعراء بغداد :

له في ذكر خلافة أمير المؤمنين عليه السلام وإنها له بنص حديث الغدير قوله :

قدمت حيدر لي مولى بتأمير * لما علمت بتنقيبي وتنقيري

إن الخلافة من بعد النبي له * كانت بأمر من الرحمن مقدور

من قال أحمد في يوم ( الغدير ) له * بالنقل في خبر بالصدق مأثور

: قم يا علي فكن بعدي لهم علما * واسعد بمنقلب في البعث محبور

مولاهم أنت والموفي بأمرهم * نص بوحي على الأفهام مسطور

وذاك إن إله العرش قال له : * بلغ وكن عند أمري خير مأمور

فإن عصيت ولم تفعل فإنك ما * بلغت أمري ولم تصدع بتذكيري

وله قوله يمدح أمير المؤمنين عليه السلام ويذكر فرض ولاءه بحديث الغدير :

دع الشناعات أيها الخدعه * واركن إلى الحق واغد متبعه

من وحد الله أولا وأبى * إلا النبي الأمي واتبعه

من قال فيه النبي : كان مع * الحق علي والحق كان معه

من سل سيف الإله بينهم * سيفا من النور ذو العلى طبعه

من هزم الجيش يوم خيبرهم * وهز باب القموص فاقتلعه

من فرض المصطفى ولاه على * الخلق بيوم ( الغدير ) إذ رفعه

أشهد أن الذي تقول به * يعلم بطلانه الذي سمعه

وقال يمدحه صلوات الله عليه :

أقيم بخم للخلافة حيدر * ومن قبل قال الطهر ما ليس ينكر

غداة دعاه المصطفى وهو مزمع * لقصد تبوك وهو للسير مضمر

فقال : أقم عني بطيبة واعلمن * بأنك للفجار بالحق تقهر

ولما مضى الطهر النبي تظاهرت * عليه رجال بالمقال وأجهروا

فقالوا : علي قد قلاه محمد * وذاك من الأعداء إفك ومنكر

فأتبعه دون المعرس فانثنى * وقالوا : علي قد أتى فتأخروا

ولما أبان القول عمن يقوله * وأبدى له ما كان يبدي ويضمر

فقال : أما ترضى تكون خليفتي * كهارون من موسى ؟ وشأنك أكبر

وعلاه خير الخلق قدرا وقدرة * وذاك من الله العلي مقدر

وقال رسول الله : هذا إمامكم * له الله ناجى أيها المتحير(1)

----------------------------------------------------------

(1) الغدير : 3/ 389.

 

10- الناشي الصغير (المتوفى 365هـ )

يا آل ياسين من يحبكم * بغير شك لنفسه نصحا

أنتم رشاد من الضلال كما * كل فساد بحبكم صلحا

وكل مستحسن لغيركم * إن قيس يوما بفضكم قبحا

ما محيت آية النهار لنا * وآية الليل ذو الجلال محا

وكيف تمحى أنوار رشدكم * وأنتم في دجى الظلام ضحى

أبوكم أحمد وصاحبه * الممنوح من علم ربه منحا

ذاك علي الذي تفرده * في يوم " خم " بفضله اتضحا

إذ قال بين الورى وقام به * معتضدا في القيام مكتشحا

: من كنت مولاه فالوصي له * مولى بوحي من الإله وحا

فبخبخوا ثم بايعوه ومن * يبايع الله مخلصا ربحا

ذاك علي الذي يقول له * جبريل يوم النزال ممتدحا

: لا سيف إلا سيف الوصي ولا * فتى سواه إن حادث فدحا

لو وزنوا ضربه لعمرو وأعمال * البرايا لضربه رجحا

ذاك علي الذي تراجع عن * فتح سواه وسار فافتتحا

في يوم حض اليهود حين أقل * الباب من حصنهم وحين دحا

لم يشهد المسلمون قط رحى * حرب وألفوا سواه قطب رحى

صلى عليه الإله تزكية * ووفق العبد ينشؤ المدحا(1)

-----------------------------------------------------------

 (1) المناقب: 4 / 385 .

 

11- أبو فراس الحمداني (المتوفى 357 هـ)

 أتراهم لم يسمعوا ما خصه * منه النبي من المقال أباه؟!

إذ قال يوم (غدير خم) معلنا * من كنت مولاه فذا مولاه

هذا وصيته إليه فافهموا * يا من يقول بأن ما أوصاه

أقروا من القرآن ما في فضله * وتأملوه وافهموا فحواه

لو لم تنزل فيه إلا هل أتى * من دون كل منزل لكفاه

من كان أول من حوى القرآن من * لفظ النبي ونطقه وتلاه؟!

من كان صاحب فتح خيبر؟ من رمى * بالكف منه بابه ودحاه؟!

من عاضد المختار من دون الورى؟ * من آزر المختار من آخاه؟!

من بات فوق فراشه متنكرا * لما أطل فراشه أعداه؟

من ذا أراد إلهنا بمقاله *: الصادقون القانتون سواه؟!(1)

--------------------------------------------

 (1) ديوانه ص 348.

 

 

12- البشنوي الكردي (380

وقد شهدوا عيد ( الغدير ) واسمعوا * مقال رسول الله من غير كتمان

: ألست بكم أولى من الناس كلهم ؟ * فقالوا : بلى يا أفضل الإنس والجان

فقام خطيبا بين أعواد منبر * ونادى بأعلا الصوت جهرا بإعلان

بحيدرة والقوم خرس أذلة * قلوبهم ما بين خلف وعينان

فلب مجيبا ثم أسرع مقبلا * بوجه كمثل البدر في غصن ألبان

فلاقاه بالترحيب ثم ارتقى به * إليه وصار الطهر للمصطفى ثان

وشال بعضديه وقال وقد صغى * إلى القول أقصى القوم تالله والدان

: علي أخي لا فرق بيني وبينه * كهارون من موسى الكليم ابن عمران

ووارث علمي والخليفة في غد * على أمتي بعدي إذا زرت جثماني

فيا رب من والى عليا فواله * وعاد الذي عاداه واغضب على الشاني

وله قوله من قصيدة :

أأترك مشهور الحديث وصدقه * غداة بخم قام أحمد خاطبا ؟

: ألست لكم مولى ومثلي وليكم * علي فوالوه وقذ قلت واجبا

وله قوله :

يوم ( الغدير ) لذي الولاية عيد * ولذي النواصب فضله مجحود

يوم يوسم في السماء بأنه * العهد فيه وذلك المعهود

والأرض بالميراث أضحت وسمه * لو طاع موطود وكف حسود(1)

----------------------------------------------------

(1) الغدير : 4 / 34 .

 

13- الصاحب به عباد (المتوفى 385هـ )

قالت : فمن صاحب الدين الحنيف أجب ؟ * فقلت أحمد خير السادة الرسل

قالت : فمن بعده تصفى الولاء له ؟ * قلت : الوصي الذي أربى على زحل

قالت : فمن بات من فوق الفراش فدى ؟ * فقلت : أثبت خلق الله في الوهل

قالت : فمن ذا الذي آخاه عن مقة ؟ فقلت : من حاز رد الشمس في الطفل

قالت : فمن زوج الزهراء فاطمة ؟ * فقلت : أفضل من حاف ومنتعل

قالت : فمن والد السبطين إذ فرعا ؟ * فقلت : سابق أهل السبق في مهل

قالت : فمن فاز في بدر بمعجزها ؟ * فقلت : أضرب خلق الله في القلل

قالت : فمن أسد الأحزاب يفرسها ؟ * فقلت : قاتل عمرو الضيغم البطل

قالت : فيوم حنين من فرا وبرا ؟ * فقلت : حاصد أهل الشرك في عجل

قالت : فمن ذا دعي للطير يأكله ؟ فقلت : أقرب مرضي ومنتحل

قالت : فمن تلوه يوم الكساء أجب ؟ * فقلت : أفضل مكسو ومشتمل

قالت : فمن قاتل الأقوام إذ نكثوا ؟ * فقلت : تفسيره في وقعة الجمل

قالت : فمن حارب الأرجاس إذ قسطوا ؟ * فقلت : صفين تبدي صفحة العمل

قالت : فمن قارع الأنجاس إذ مرقوا ؟ * فقلت : معناه يوم النهروان جلي

قالت : فمن صاحب الحوض الشريف غدا ؟ * فقلت : من بيته في أشرف الحلل

قالت : فمن ذا لواء الحمد يحمله ؟ * فقلت : من لم يكن في الروع بالوجل

قالت : أكل الذي قد قلت في رجل ؟ * فقلت : كل الذي قد قلت في رجل

قالت : فمن هو هذا الفرد سمه لنا ؟ * فقلت : ذاك أمير المؤمنين علي

قالت : فمن ساد في يوم ( الغدير ) أبن ؟ * فقلت : من كان للاسلام خير ولي

قالت : ففي من أتى في هل أتى شرف ؟ * فقلت : أبذل أهل الأرض للنفل

قالت : فمن راكع زكى بخاتمه ؟ * فقلت : أطعنهم مذ كان بالأسل

قالت : فمن ذا قسيم النار يسهمها ؟ * فقلت : من رأيه أذكى من الشعل

قالت : فمن باهل الطهر النبي به ؟ * فقلت : تاليه في حل ومرتحل

قالت : فمن شبه هارون لنعرفه ؟ * فقلت : من لم يحل يوما ولم يزل

قالت : فمن ذا غدا باب المدينة قل ؟ * فقلت : من سألوه وهو لم يسل

 

وله من قصيدة :

يا كفو بنت محمد لولاك ما * زفت إلى بشر مدى الأحقاب

يا أصل عترة أحمد لولاك لم * يك أحمد المبعوث ذا أعقاب

كان النبي مدينة العلم التي * حوت الكمال وكنت أفضل باب

ردت عليك الشمس وهي فضيلة * بهرت فلم تستر بلف نقاب

لم أحك إلا ما روته نواصب * عادتك فهي مباحة الأسلاب

عوملت يا تلو النبي وصنوه * بأوابد جاءت بكل عجاب

قد لقبوك أبا تراب بعد ما * باعوا شريعتهم بكف تراب

لم تعلموا أن الوصي هو الذي * آتي الزكاة وكان في المحراب

لم تعلموا أن الوصي هو الذي * حكم الغدير له على الأصحاب

وله قوله :

وقالوا : علي علا . قلت : لا * فإن العلا بعلي علا

ولكن أقول كقول النبي * وقد جمع الخلق كل الملا

: ألا إن من كنت مولى له * يوالي عليا وإلا فلا

وله من قصيدة قوله :

وكم دعوة للمصطفى فيه حققت * وآمال من عادى الوصي خوائب

فمن رمد آذاه جلاه داعيا * لساعته والريح في الحرب عاصب

من سطوة للحر والبرد رفعت * بدعوته عنه وفيها عجائب

وفي أي يوم لم يكن شمس يومه * إذا قيل هذا يوم تقضى المآرب ؟

أفي خطبة الزهراء لما استخصه * كفاءا لها والكل من قبل طالب ؟

أفي الطير لما قد دعا فأجابه * وقد رده عنه غبي موارب ؟

أفي رفعه يوم التباهل قدره ؟ * وذلك مجد ما علمت مواظب

أفي يوم خم إذ أشاد بذكره ؟ * وقد سمع الايصاء جاء وذاهب

أيعسوب دين الله صنو نبيه * ومن حبه فرض من الله واجب

مكانك من فوق الفراقد لائح * ومجدك من أعلى السماك مراقب

وسيفك في جيد الأعادي قلائد * قلائد لم يعكف عليهن ثاقب(1)

-------------------------------------------

(1) الغدير : 4/40.

 

14- الشريف الرضي (المتوفى 406هـ)

نطق اللسان عن الضمير * والبشر عنوان البشير

ألان أعفيت القلوب من التقلقل والنفور

وانجابت الظلماء عن * وضح الصباح المستنير

إلى أن قال

غدر السرور بنا وكان * وفاؤه يوم الغدير

يوم أطاف به الوصي * وقد تلقب بالأمير

فتسل فيه ورد عارية * الغرام إلى المعير

وابتز أعمار الهموم * بطول أعمار السرور

فلغير قلبك من يعلل * همه نطف الخمور

لا تقنعن عند المطالب * بالقليل من الكثير

فتبرض الأطماع مثل * تبرض ( 1 ) الثمد الجرور

هذا أوان تطاول الحاجات * والأمل القصير

فانفح لنا من راحتيك * بلا القليل ولا النزور

لا تحوجن إلى العصاب * وأنت في الضرع الدرور

آثار شكرك في فمي * وسمات ودك في ضميري

وقصيدة عذراء مثل * تألق الروض النضير

فرحت بمالك رقها * فرح الخميلة (2 ) بالغدير

---------------------------------------------

( 1 ) التبرض من تبرض : إذا تبلغ بالقليل من العيش

(2) الخميلة : الشجرة الكثير الملتف الموضع الكثير الشجر المنهبط من الأرض

 

15- القاضي الجليس (المتوفى 561هـ )

دعاه لو شك البين داع فأسمعا * وأودع جسمي سقمه حين ودعا

ولم يبق في قلبي لصبري موضعا * وقد سار طوع النأي والبعد موضعا

أجن إذا ما الليل جن كآبة * وأبدي إذا ما الصبح أزمع أدمعا

وما انقدت طوعا للهوى قبل هذه * وقد كنت الوى عنه لينا وأخدعا

إلى أن يقول :

تصاممت عن داعي الصبابة والصبي * ولبيت داعي آل أحمد إذ دعا

عشوت بأفكاري إلى ضوء علمهم * فصادفت منه منهج الحق مهيعا

علقت بهم فليلح في ذاك من لحى * توليتهم فلينع ذلك من نعا

تسرعت في مدحي لهم متبرعا * وأقلعت عن تركي له متورعا

هم الصائمون القائمون لربهم * هم الخايفوه خشية وتخشعا

هم القاطعوا الليل البهيم تهجدا * هم العامروه سجدا فيه ركعا

هم الطيبوا الأخيار والخير في الورى * يروقون مرئى أو يشوقون مسمعا

بهم تقبل الأعمال من كل عامل * بهم ترفع الطاعات ممن تطوعا

بأسمائهم يسقى الأنام ويهطل الغمام وكم كرب بهم قد تقشعا

هم القائلون الفاعلون تبرعا * هم العالمون العاملون تورعا

أبوهم وصي المصطفى حاز علمه * وأودعه من قبل ما كان أودعا

أقام عمود الشرع بعد اعوجاجه * وساند ركن الدين أن يتصدعاوواساه بالنفس النفيسة دونهم * ولم يخش أن يلقى عداه فيجزعا

وسماه مولاهم وقد قام معلنا * ليتلوه في كل فضل ويشفعا

فمن كشف الغماء عن وجه أحمد * وقد كربت أقرانه أن يقطعا ؟ !

ومن هز باب الحصن في يوم خيبر * فزلزل أرض المشركين وزعزعا ؟ !

وفي يوم بدر من أحن قليبها * جسوما بها تدمي وهاما مقطعا ؟ !

وكم حاسد أغراه بالحقد فضله * وذلك فضل مثله ليس يدعا

لوى غدره يوم ( الغدير ) بحقه * وأعقبه يوم ( البعير ) واتبعا

وحاربه القرآن عنه فما ارعوى * وعاتبه الاسلام فيه فما وعى

إذا رام أن يخفى مناقبه جلت * وإن رام أن يطفى سناه تشعشعا

متى هم أن يطوي شذى المسك كاتم * أبى عرفه المعروف إلا تضوعا

ومنها :

أيا أمة لم ترع للدين حرمة * ولم تبق في قوس الضلالة منزعا

بأي كتاب أم بأية حجة * نقضتم بها ما سنه الله أجمعا ؟ !

غصبتم ولي الحق مهجة نفسه * وكان لكم غصب الإمامة مقنعا

وألجمتم آل النبي سيوفكم * تفرى من السادات سوقا وأذرعا

وحللتم في كربلاء دماءهم * فأضحت بها هيم الأسنة شرعا

وحرمتم ماء الفرات عليهم * فأصبح محظورا لديهم ممنع(1)

-------------------------------------

(1) الغدير : 4/384 .

 

 

16- الملك الصالح (المتوفى 556هـ )

يا راكب الغي دع عنك الضلال * فهذا الرشد بالكوفة الغراء مشهده

من ردت الشمس من بعد المغيب له * فأدرك الفضل والأملاك تشهده

ويوم ( خم ) وقد قال النبي له * بين الحضور وشالت عضده يده

: من كنت مولى هذا يكون له * مولى أتاني به أمر يؤكده

من كان يخذله فالله يخذله * أو كان يعضده فالله يعضده

والباب لما دحاه وهو في سغب * من الصيام وما يخفى تعبده

وقلقل الحصن فارتاع اليهود له * وكان أكثرهم عمدا يفنده

نادى بأعلى السما جبريل ممتدحا * : هذا الوصي وهذا الطهر أحمده

وفي الفرات حديث إذ طغى فأتى * كل إليه لخوف الهلك يقصده

فقال للماء : غض طوعا فبان لهم * حصباؤه حين وافاه يهدده (1)

(1) الغدير: 4/341 .

 

17- الشريف المرتضى (المتوفى 436)

لو لم يعاجله النوى لتحيرا * وقصاره وقد انتأوا أن يقصرا

أفكلما راع الخليط تصوبت * عبرات عين لم تقل فتكثرا

قد أوقدت حرى الفراق صبابة * لم تستعر ومرين دمعا ما جرى

شغف يكتمه الحياء ولوعة * خفيت وحق لمثلها أن تظهرا

أين الركائب ؟ ! لم يكن ما علنه * صبرا ولكن كان ذاك تصبرا

لبين داعية النوى فأريننا * بين القباب البيض موتا أحمرا

وبعدن بالبين المشتت ساعة * فكأنهن بعدن عنا أشهرا

عاجوا على ثمد البطاح وحبهم * أجرى العيون غداة بانوا أبحرا

وتنكبوا وعر الطريق وخلفوا * ما في الجوانح من هواهم أوعرا

أما السلو فإنه لا يهتدي * قصد القلوب وقد حشين تذكرا

قد رمت ذاك فلم أجده وحق من * فقد السبيل إلى الهدى أن يعذرا

أهلا بطيف خيال مانعة لنا * يقظى ومفضلة علينا في الكرى

ما كان أنعمنا بها من زورة * لو باعدت وقت الورود المصدرا

جزعت لو خطات المشيب وإنما * بلغ الشباب مدى الكمال فنورا

 والشيب إن أنكرت فيه موردا * لا بد يورده الفتى إن عمرا

يبيض بعد سواده الشعر الذي * إن لم يزره الشيب واراه الثرى

زمن الشبيبة لأعدتك تحية * وسقاك منهمر الحيا ما استغزرا

فلطالما أضحى ردائي ساحبا * في ظلك الوافي وعودي أخضرا

أيام يرمقني الغزال إذا رنا * شغفا ويطرقني الخيال إذا سرى

ومرنح في الكور تحسب أنه * اصطبح العقار وإنما اغتبق السري

بطل صفاه للخداع مزلة * فإذا مشى فيه الزماع تغشمرا

أما سألت به فلا تسأل به * نأيا يناغي في البطالة مزمرا

واسأل به الجرد العتاق مغيرة * يخبطن هاما أو يطأن سنورا

يحملن كل مدجج يقري الظبا * علقا وأنفاس السوافي عثيرا

قومي الذين وقد دجت سبل الهدى * تركوا طريق الدين فينا مقمرا

غلبوا على الشرف التليد وجاوزوا * ذاك التليد تطرفا وتخيرا

كم فيهم من قسور متخمط * يردي إذا شاء الهزبر القسورا

متنمر والحرب إن هتفت به * أدته بسام المحيا مسفرا

وملوم في بذله ولطالما * أضحى جديرا في العلا أن يشكرا

ومرفع فوق الرجال تخاله * يوم الخطابة قد تسنم منبرا

جمعوا الجميل إلى الجمال وإنما * ضموا إلى المرأى الممدح مخبرا

سائل بهم بذرا واحدا والتي * ردت جبين بني الضلال معفرا

لله در فوارس في خيبر * حملوا عن الاسلام يوما منكرا

عصفوا لسلطان اليهود وأولجوا * تلك الجوانح لوعة وتحسرا

واستلحموا أبطالهم واستخرجوا * الأزلام من أيديهم والميسرا

وبمرحب ألوى فتى ذو جمرة * لا تصطلي وبسالة لا تقترى

إن حز حز مطبقا أو قال قال * مصدقا أو رام رام مظهرا

فثناه مصفر البنان كأنما * لطخ الحمام عليه صبغا أصفرا

شهق العقاب بشلوه ولقد هفت * زمنا به شم الذوائب والذرى

أما الرسول فقد أبان ولاءه * لو كان ينفع حايرا أن ينذرا

أمضى مقالا لم يقله معرضا * وأشاد ذكرا لم يشده معذرا

وثنى إليه رقابهم وأقامه * علما على باب النجاة مشهرا

ولقد شفى يوم ( الغدير ) معاشرا * ثلجت نفوسهم وأودى معشرا

قلعت به أحقادهم فمرجع * نفسا ومانع أنة أن تجهرا

45 يا راكبا رقصت به مهرية * أشبت لساحته الهموم فأصحرا

عج بالغري فإن فيه ثاويا * جبلا تطأطأ فاطمأن به الثرى

وأقر السلام عليه من كلف به * كشفت له حجب الصباح فأبصرا

ولو استطعت جعلت دار إقامتي * تلك القبور الزهر حتى أقبرا(1)

------------------------------------------------------

(1) الغدير: 4/264 .