وتسمَّى أيضاً وقعة وادي الرمل، وكان سببها أنَّ عدداً من الأعراب قد اجتمعوا لغزو المدينة ـ في وادي الرمل ـ على حين غفلة من أهلها، فوفد أعرابي على نبيِّ الله وأخبره بالأمر، وخرج أمير المؤمنين ومعه لواء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فمضى (عليه السلام) نحو القوم، يكمن النهار ويسير الليل، حتى وافى القوم بسحر، وصلَّى بأصحابه صلاة الغداة، وصفَّهم صفوفاً واتَّكأ على سيفه وانقضَّ بمن معه على القوم على حين غفلة منهم، وقال: (يا هؤلاء، أنا رسولُ رسولِ الله، أن تقولوا: لا إله إلّا الله محمَّد رسول الله، وإلا ضربتكم بالسيف". فقالوا له: ارجع كما رجع صاحباك. قال: "أنا أرجع! لا والله حتَّى تسلموا، أو لأضربنَّكم بسيفي هذا، أنا عليُّ بن أبي طالب بن عبد المطَّلب)[1]، فاضطرب القوم، وأمعنوا بهم قتلاً وأسراً، حتَّى استسلموا له، وتمَّ الفتح على يده.
وعن أمّ سلمة قالت: كان نبيُّ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلاً في بيتي، إذ انتبه فزعاً من منامه، فقلت: الله جارك، قال: "صدقت، الله جاري، ولكن هذا جبرائيل يخبرني أنَّ عليَّاً قادم". ثمَّ خرج إلى الناس فأمرهم أن يستقبلوا عليَّاً، وقام المسلمون صفَّين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلمَّا بصر به عليٌّ (عليه السلام) ترجَّل عن فرسه، وأقبل عليه يقبِّله، فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): "اركب، فإنَّ الله ورسوله عنك راضيان" فبكى عليٌّ (عليه السلام) فرحاً وانصرف إلى منزله.
ونزلت على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) سورة العاديات لهذه المناسبة[2].