لم يكن السيد الشريف الرضي هو أول من جمع بعض خطب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بل إن هناك آخرين ممن تقدموا عليه بعشرات السنين سبقوه إلى ذلك و بادروا إلى جمع كلامه (عليه السلام)، ثم توالى تدوين كلام الإمام (عليه السلام) وخطبه حتى جاء دور الشريف الرضي في النصف الأخير من القرن الرابع الهجري، فجمع ما اختاره من كلام الإمام (عليه السلام) ولم يجمع جميع كلامه (عليه السلام) فأنه لم يذكر من كل خطبة إلا القليل المختار منها و لم يذكرها بالكامل .

الذين سبقوا الرضي في جمع كلام الإمام (عليه السلام):

أما الذين سبقوا الشريف الرضي في جمع خطب الإمام و كلماته فقد ذكر العلامة المحقق الشيخ آغا بزرك الطهراني بعضهم ، و إليك أسماءهم :

1. زيد بن وهب الجهني الذي شهد صفين ، و قال عنه أنه أول من جمع خطب الإمام[1] (عليه السلام) إذ بادر إلى جمع خطب الإمام(عليه السلام) في زمن الإمام و حياته ، و هذا الكتاب يعرف بكتاب الخُطب .

2. إسماعيل بن مهران ، فقد جمع جملة من خطب أمير المؤمنين(عليه السلام)يعرف أيضا بكتاب الخُطب[2].

هذا و يظهر من كلام ابن شهر أشوب المتوفى سنة 588 هجرية وجود جملة من مشهورات خطب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)المذكورة في نهج البلاغة في عصره 7 .

قال في المناقب : ألا ترى إلى خُطَبه ... و ذكر أسماء جملة منها ، و عَدَّ منها : اللؤلؤة ، الافتخار ، الدرة اليتيمة ، الأقاليم ، الوسيلة ، الطالوتية ، القصبية ، السلمانية ، الناطقة ، الدامغة ، الفاضحة ، و غيرها مما لا يوجد في نهج البلاغة ، كما ذكر في الأثناء بعض ما يوجد في نهج البلاغة مثل : الشقشقية ، التوحيد ، القاصعة ، الأشباح ، الاستسقاء ، الغراء ، النخيلة ، و غيرها ، ثم أحال إلى بعض ما ألف في خطبه (عليه السلام) مثل نهج البلاغة ، و كتاب الخُطب لإسماعيل بن مهران ، و الخُطب لزيد بن وهب ، و هذا يدلّ على وجود الكتب المذكورة في عصره .