الإمام عليّ بن أبي طالب (عبد مَناف أو عِمران أو شَيبة حامي الرسالة والرسول بإخلاص) بن عبدالمطّلب (أبي الحرث شَيبة الحمد) بن هاشم (الذي هَشمَ الثريدَ للأضياف وحجّاج البيت الحرام) بن عبد مَناف بن قُصيّ بن كلاب بن مُرّة بن كعب بن لُويّ بن غالب بن فِهر بن مالك بن النَّضر بن كِنانة بن خُزَيمة بن مُدرِكة بن إلياس بن مُضَر بن نِزار بن مَعْد بن عدنان.. سلالة الحنيفيّة والمجد والسؤدد والمحتد السامي والأصول الطاهرة العريقة.
عن الحسن البصري، قال: صعد أمير المؤمنين(عليه السلام) منبر البصرة فقال: (أيها الناس انسبوني، فمن عرفني فلينسبني وإلا فأنا انسب نفسي. أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب)، فقام إليه ابن الكواء فقال له: يا هذا ما نعرف لك نسبا غير أنك علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصَيّ بن كلاب.
فقال (عليه السلام) له: يا لكع إن أبي سماني «زيداً«باسم جده «قُصَيّ» واسم أبي «عبد مناف» فغلبت الكنية على الاسم، وإن اسم عبد المطلب «عامر» فغلب اللقب على الاسم، واسم هاشم «عمرو» فغلب اللقب على الاسم، واسم عبد مناف «المغيرة » فغلب اللقب على الاسم وإن اسم قُصَيّ «زيد» فسمته العرب مجمعا لجمعه إياها من البلد الأقصى إلى مكة فغلب اللقب على الاسم)[1].
وأمّا أُمّه.. فهي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مَناف، يجتمع نسبها بنسب النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) بعد نسب ولدها الإمام عليّ (عليه السلام) في هاشم الجدّ الثاني. وهي أوّل هاشميّة ولدت هاشميّاً.. أو كما قال الزبير بن بكّار: هي أوّل هاشميّة ولدت خليفة، ثمّ بعدها فاطمة الزهراء (عليها السلام)[2].
وقد صبرت فاطمة بنت أسد (رضوان الله عليها) وهي الحنيفيّة الدِّين، من سابقات المؤمنات إلى الإيمان، وكان أن هاجرت مع ابنها الإمام علي (عليه السلام) إلى المدينة، فإذا تُوفّيت هناك كفّنها النبيّ (صلى الله عليه وآله) بقميصه، وتوسّد في قبرها لتأمَن من ضغطة القبر، ثمّ لقّنها الإقرار بالتوحيد والنبوّة وولاية ابنها ـ كما اشتهرت الرواية بذلك[3].