عَن الميرزا النُّوري قال : حدَّثني الشَيخ لُطف علي أنَّه لمَا أمرَ السُّلطان مراد بِقتل أهلِ النّجف الاشرف هَربَ المولى حاجي محمد القارئ مع جماعةٍ مِن خَوفِ القتل، ولمّا وصلُوا الى الخَورنق ونامُوا رأى الملا في منامِه كأنّه في الرَوضةِ المقدّسة وأنّ أميرالمؤمنين عليه السلام خَرج من الضّريح المُقدّس وجلسَ على كرسيٍ يَعِظُ النّاس ويتَفقدُ أحوالَهم وأخذَ يسألُ أين فلانٍ وأين فلان حتى بلَغ الى إسمي، فقالوا لهُ أنّه ذَهب من المشهد، فأقبلَ عليَّ وقال: الى أين تذهب؟
قلت: يامولاي لايَخفى عليكم إنّه أمر السُّلطان بالقتلِ العام، فوَجبَ حِفظُ النّفس ولذا أخرج، فقال عليه السلام: لا تَخَف أنا أحرسُكم، وأخَذَ بيدِي وقال: إذهب الى النّجف، فانتَبهتُ وقَصصَتُ رؤياي على أصحابي، فقالوا: هذهِ رُؤيا ولا اعتمادَ عليها، وبَينا نحنُ كذلِكَ واذا بنداءٍ من جانب البرَ ينادي باسمي وأسماء اصحابي، فخرجتُ وقلت: تطلبني؟ فقال: أُريدُ ملا حاجي محمد وأصحابه، فقلتُ: أنا ملا حاجي محمد، فأقبل جماعَةٌ فيهِم المولى ميرزا بيك الساوجي فقال: أين تذهبون؟ فحكيتُ لهُ القضية، فقال إنّه عليهِ السلامُ يحرسكم، فأخذتني العَبرةُ وبكيتُ، فسَئَل عن سَببِ بُكائي وقصَصَتُ لهُ رؤياي وعُدت مَعهُ الى النّجف الاشرف، و عند صباحِ الغدِ جاءَنا الخَبرُ برَفعِ القَتل عَن أهل النّجف.
دار السلام 70/2.