مكتبة الروضة الحيدرية
الرسائل الجامعية ـ 6
تأليف
رملة خضير مظلوم البديري
المقدمة
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على سيد الأنام وآل بيته الكرام العظام وسلم تسليما كثيراً، أما بعد. .
فقد كان من دواعي سروري، وفرحة جناني، أن يكون موضوع دراستي في نهج البلاغة، ذلك الكنز الآخذ من الفكر والخيال والعاطفة آيات تتصل بالذوق الفني الرفيع ما بقي الإنسان وما بقي له خيال وعاطفة وفكر مترابط بآياته متساوق، متفجر بالحس المشبوب والإدراك البعيد. ولا يخفى على احد أن كتاب نهج البلاغة للإمام علي (ع) هو من أنفس المعادن الإلهية والكنوز الربانية، وحسبنا من ذلك إحرازه شهادات أهل العرفان والبلاغة والبيان، فبلاغة بيانه تسجد عندها سحرة الكلام وابسط ما قيل فيه(فوق كلام المخلوق وتحت كلام الخالق)، ولأهمية هذا الأثر ارتأيت أن أدرس فيه موضوعاً، وكانت الدراسات اللغوية في تناولها لموضوع ما، لا تغطيه إلا من مستوى لغوي واحد أو جانب من جوانب ذلك المستوى كإن يكون الجانب النحوي أو الصرفي ومؤخراً الجانب الدلالي والصوتي ولم تتجه الدراسات الى جمع المستويات الأربعة إلا في القرن العشرين.
وكذلك الأمر في نهج البلاغة فهو إلى اليوم لم يُتناول إلا من جوانب محددة كإن تكون (نحوية أو صرفية أو دلالية)، ثم أن أغلب الدراسات في النهج ركزت اهتمامها وجهودها في خطب نهج البلاغة ([1]). ولم تتطرق دراسةً ما إلى رسائله(ع) بدراسة مستقلة إلا اللهم مروراً بها كجزء في دراسة موضوع من الكتاب.
ودُرست الرسائل دراسة مستقلة من الجانب الفني فقط في عام (1965) على يد كامل حسن البصير في جامعة بغداد.
فوجدت في ذلك أنّ هناك فجوات علمية واسعة وظاهرة لم يتسنَّ لأحد الخوض في أغوارها ألا وهي:
(1) عدم وجود دراسة لغوية تضم المستويات جميعاً في النهج أو في أي باب من أبواب (الخطب والرسائل والحكم والمواعظ).
(2) عدم وجود دراسة مستقلة بالرسائل لأي مستوى من مستويات اللغة (صوتية وصرفية وتركيبية ودلالية) في حين نجد اهتماماً بارزاً بدراسة الخطب في النهج.
(3) عدم وجود دراسة صوتية في نهج البلاغة عامةً .
لذلك حاولت جاهدةً قدر الإمكان أن أجمع في دراستي هذه حلولاً ومادةً تعالج هذه الفجوات جميعاً في آنٍ واحد. فوقع اختياري على (رسائل الإمام علي(ع) في نهج البلاغة ـ دراسة لغوية). وإنَّ معظم أساتذتي وجدتهم مشفقين عليَّ من طول الموضوع وصعوبته، فكلام الإمام علي(ع) ثريُّ عميق الدلالات، بليغ المعاني لايمكن باحثا ما الإحاطة بعلمه وقصده، فلا يخفى على احدٍ أنَّ أهم الصعوبات التي واجهتني هي سعة الموضوع وصعوبة الإحاطة به ِمهما بلغ جهد المجتهد. فضلاً عن عدم وجود دراسات شاملة لمستويات اللغة في النهج وما جاء في اللغة جاء يسيراً مختصراً لا يسد حاجة ولا يشفي غليلاً.
فجاءت دراستي على تمهيد وثلاثة فصول، ضم التمهيد ثلاثة اقسام الاول: في فن الرسائل في صدر الإسلام، والثاني: في دراسة حول رسائل نهج البلاغة. والثالث: في الدراسة اللغوية.
ثم الفصل الأول الذي درستُ فيه (المستوى الصوتي) وضم مبحثين الأول: في الظواهر الصوتية في رسائل الإمام، شملت تحقيق الهمزة وتخفيفها والإدغام والإبدال والإعلال. والثاني: في الدلالة الصوتية وضمت دلالة الصوت في اللفظ المفرد في رسائل الإمام ودلالته في التركيب.
وبعده الفصل الثاني في (المستوى الصرفي) الذي ضم مبحثين: الأول في دراسة الصيغ الفعلية والثاني دراسة في الصيغ الاسمية. أما الفصل الثالث والأخير فكان في المستوى التركيبي وتناولت فيه مبحثين أيضا الأول: في التقديم والتأخير في رسائل الإمام تناولت فيه حدوث هذه الظاهرة في العمد وحدوثها في الفضلات.
والثاني: في ظاهرة الحذف والذكر تناولت فيه دراسة الظاهرة على الرسائل في العمد والفضلات أيضاً ، هذا ولم اجعل للدلالة فصلاً مستقلاً لكونها جزءاً لا يتجزأ من فصول البحث. أما الخاتمة فقد بينت فيها أهم النتائج التي توصل إليها البحث وعرضت فيها عدداً من المقترحات.
وسار البحث في هذه الفصول على منهج موحد (التحليلي الوصفي) في ذكرالظاهرة أوالنقطة الجوهرية للبحث مقدمةً لها بموجز يسير والرجوع إلى آراء العلماء والباحثين فيها والتماس الشاهد المقابل لذلكُ في الرسائل والاستشهاد بالقرآن والشعر القديم والبحث في أهمية استعماله لهذه الظاهرة أو اللفظة لغوياً ودلالياً في هذا الموضع أو ذلك؛ وصولاً إلى المعنى المقصود.
وإن طبيعة دراستي أملت عليّ الاعتماد على مصادر اللغة ومراجعها المتنوعة سواء أكانت في الصوت ام الصرف ام في النحو والدلالة مما لايسع المقام ذكره.
ولابد من الإشارة إلى:
(1) طول الفصل الأول (المستوى الصوتي) مقارنةً مع الفصلين الآخرين وذلك لكونها الدراسة الصوتية الأولى في نهج البلاغة.
(2) الناظر في أثناء البحث يجد تكراراً في دراسة بعض الرسائل في غير موضع، وذلك لتعدد موضوعات دراستها، وهي ضرورة اقتضتها طبيعة البحث.
(3) وقد اطلعت على الدراسات التي سبقني اصحابها في نهج البلاغة وافدت منها ما يمكن الافادة منه، ومجانبة الاعتماد عليها لبعدها عن منهج هذه الدراسة.
وإن كان بحثي قد وفق لما أراد فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وان لم يكن كذلك فحسبي شفيعاً قلة خبرتي وحداثة دربتي وصعوبة المركب.
الفهارس
المقدمة ...............5
التمهيد ...............9
الفصل الأول ..............21
المستوى الصوتي ...............23
المبحث الأول: الظواهر الصوتية ...............25
أولاً: تحقيق الهمزة وتسهيلها ...............25
ثانياً: الإدغام ...............36
ثالثاً: الإبدال ...............49
رابعاً: الإعلال ...............60
المبحث الثاني: الدلالة الصوتية ...............81
أولاً: دلالة الصوت في اللفظ المفرد ...............85
ثانياً: دلالة الصوت في التركيب ...............114
الفصل الثاني ..............151
المستوى الصرفي ...............153
المبحث الأول: الصيغ الفعلية ...............155
أولاً: الفعل المجرد ...............156
ثانياً: الفعل المزيد ...............161
المبحث الثاني: الصيغ الاسمية ...............193
أولاً: المصادر ...............194
ثانياً: المشتقات ...............214
ثالثاً: دلالات الجموع (جمع التكسير حصراً) ...............239
الفصل الثالث ..............247
المستوى التركيبي ...............249
المبحث الأول: التقديم والتأخير ...............251
أولاً: التقديم والتأخير في عمدة الكلام (المسند والمسند إليه) ..............253
ثانياً: التقديم والتأخير في الفضلات (متعلقات الإسناد) ..............264
المبحث الثاني: الحذف والذكر ...............281
أولاً: الحذف والذكر في العمدة ...............283
ثانياً: الحذف والذكر في الفضلة ...............301
الخاتمة ...............311
المصادر والمراجع ...............316
الفهرس ...............334