مكتبة الروضة الحيدرية
الرسائل الجامعية : 9
تأليف
د. حيدر جيجان عبدعلي الزيادي
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
وبعد
إن الحديث الشريف يعد المصدر الثاني في التشريع الإسلامي بعد كتاب الله سبحانه وتعالى، فيه فسر القرآن الكريم وخصص عامة وبين مجمله.
وقد عنيت الأمة الإسلامية منذ عصر النبي (ص) بحفظ الأحاديث وكتابتها، والالتزام بها علماً وعملاً، وسلوكاً وأخلاقاً، وكذلك عنيت بالرواة والمرويات، من حيث القبول والرد، ووضعوا في ذلك أدق قواعد النقد العلمي الصحيح، وتركوا لنا في علم الرجال ثروة نادرة، لا توجد في أي أمة من الأمم الأخرى.
وفي علم الجرح والتعديل ما لم يعرف عند أمة أخرى، وكانت هذه العناية متمثلة في علماء الحديث.
ومن هذه العناية الفائقة بالحديث نشأ بما يعرف بمصطلح الحديث وهو علم لابد لكل من أراد أن يشتغل بعلم الحديث الإحاطة به إذ بقواعده يميز صحيح الروايات من سقيمها، والغاية من ذلك صيانة الأحاديث من الكذب والاختلاق وبذلك تصان الشريعة الإسلامية.
ولا سبيل إلى وصول الحديث صحيحا إلا إذا تحققنا من عدالة وضبط ناقل الحديث، وكذلك تحقق عدم العدالة يخرج الراوي أن يكون من رواة الصحيح.
وقد عرض علي الدكتور علي خضير حجي فكرة الكتابة في موضوع العدالة والضبط عند المحدثين، فاستحسنت الفكرة، ومع ما لديّ من معلومات متواضعة عن العدالة والضبط، صرت أتحرى عن الموضوع حتى تكون لدي أسباب للخوض في هذا الموضوع ومنها:
أولاً: خدمة الحديث الشريف، لأن هذا المجال من العمل فيه خدمة للإسلام والمسلمين.
ثانياً: لم تكن هناك دراسة مقارنة للعدالة والضبط، وقد حاولت أن أجمع كلام المحدثين من الإمامية والمذاهب الأخرى مبينا نقاط الاتفاق والافتراق .
ثالثا: استيفاء الكلام على العدالة بعد أن وجدته متناثرا في المصادر والمراجع المختلفة وقد وازنته مع الضبط لتحقيق الحد الفاصل بين العدالة والضبط.
رابعا: سعى البحث إلى التقريب بين وجهات النظر بين المذاهب الإسلامية في قبول الرواية، منطلقا من رأي الشيخ الطوسي الذي قبل روايات المخالفين.
خامسا: وجدت أن حد العدالة موضع خلاف لدى المحدثين ويرجع ذلك إلى المذهب والاجتهاد الشخصي لدى المحدثين، فحفزني على خوض هذا الموضوع ما لمسته من تشدد وتعصب بعض أصحاب الجرح والتعديل تجاه طائفة وتسامحهم مع طائفة أخرى.
أما المصادر التي اعتمدت عليها فقد تنوعت بين المصادر الفقهية والأصولية واللغوية بالإضافة إلى أمهات كتب الحديث ومصطلحة .
وكانت طبيعة المادة العلمية تقتضي تقسيم البحث إلى تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة.
فكان التمهيد في التأصيل الشرعي للعدالة والضبط، تناولت فيه العدالة و الضبط في القرآن الكريم، و في عهد النبي (ص)، وفي عهد الخلفاء الراشدين، وعند الأئمة المعصومين :، أما الفصل الأوَّل، فدرست فيه مفهوم العدالة والضبط وكان في ثلاثة مباحث، تضمن المبحث الأوَّل مفهوم العدالة، أما المبحث الثاني الضبط لغة واصطلاحا، والمبحث الثالث كان بعنوان أثر العدالة والضبط في تقسيم الحديث.
أما الفصل الثاني فكان بعنوان (طرق إثبات ومحترزات العدالة والضبط) وقد انقسم على ثلاثة مباحث، فكان المبحث الأوَّل بعنوان طرق إثبات العدالة و تضمن المبحث الثاني مجرحات العدالة وهي: الكذب والتهمة بالكذب والبدعة والفسق و الجهالة، أما المبحث الثالث فكان بعنوان مجرحات الضبط وكانت فيه الدراسة لفحش الغلط وكثرة الغفلة وسوء الحفظ والوهم ومخالفة الثقات.
أما الفصل الثالث فكان بعنوان (ألفاظ التعديل والضبط دراسة تحليلية).
ثم أعقبت البحث بخاتمة ضمنتها خلاصة البحث وأهم النتائج التي توصل إليها البحث، ثم تنظيم سرد للمصادر والمراجع التي اعتمدت عليها.
وختاما فإني قد أخلصت العمل لوجهه الكريم وبذلت ما استطعت من جهد، ولم أدَّعِ الكمال فيه، فإن جاء على ما هو مطلوب فمن فضل الله تعالى، وجهود أساتذتي الأفاضل، وإن كان فيه تقصير فمني، وجزى الله من قوم ما اعوجّ من عملي بتوجيه أو تصويب خير جزاء المحسنين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الفهارس
المقدمة
تمهيد
العدالة والضبط في القرآن الكريم
العدالة والضبط في عهد النبي (ص)
العدالة والضبط في عهد الخلفاء الراشدين
العدالة والضبط عند الأئمة المعصومين
الفصل الأول
مفهوم العدالة والضبط
المبحث الأول: العدالة لغة واصطلاحا
العدالة لغة
العدالة اصطلاحا
العدالة اصطلاحا عند الفقهاء
العدالة اصطلاحا عند الأصوليين
العدالة اصطلاحا عند المحدثين
مناقشة التعريفات
المبحث الثاني: الضبط لغة واصطلاحا
الضبط لغة واصطلاحاً
الضبط اصطلاحا
أنواع الضبط
ضبط الصدر
ضبط الكتاب
سبب اشتراط الضبط
اختلاف المحدثين في وقت التحمل
تقسيم الرواة بحسب ضبطهم
الرواية بالمعنى
شروط نقل الرواية بالمعنى
أدلة جواز الرواية بالمعنى
المبحث الثالث: أثر العدالة والضبط في تقسيم الحديث
أقسام الحديث عند المتقدمين
أول من أحدث تنويع الحديث
أقسام الحديث عند المتأخرين
الحديث الصحيح
الحديث الصحيح عند العامة
الحديث الصحيح عند الامامية
الحديث الحسن
الحديث الحسن عند العامة
الحديث الحسن عند الامامية
الحديث الموثق
الحديث الضعيف
الحديث الضعيف عند العامة
الحديث الضعيف عند الامامية
الفصل الثاني
طرق إثبات ومحترزات العدالة والضبط
المبحث الأول: طرق إثبات العدالة
أقوال العلماء في طرق إثبات العدالة
المعاشرة
الشهرة والاستفاضة
التزكية أو التنصيص
شروط المعدل
عدد المزكين
الفرق بين الشهادة والرواية
نص أعلام المتقدمين
نص أعلام المتأخرين
القرائن الدالة على التعديل
نص المعصوم
الوكالة
أصحاب الإجماع
المشايخ الثقات
رواية العدل عن شخص
من قيل في حقه إنه لا يروي إلا عن ثقة
تعارض ألفاظ الجرح والتعديل
المبحث الثاني: مجرحات العدالة
الكذب
التهمة بالكذب
البدعة
الفسق
الجهالة
المبحث الثالث: مجرحات الضبط
فحش الغلط
كثرة الغفلة
سوء الحفظ
الوهم
مخالفة الثقات
الفصل الثالث
دراسة تحليلية في ألألفاظ التعديل
نبذة تاريخية عن ألفاظ الجرح والتعديل
مراتب التعديل عند العامة
ألفاظ التعديل والمدح
ألفاظ صريحة دالة على ما فوق العدالة لا خلاف فيها
الألفاظ المكررة التي تفيد العدالة
الألفاظ المفردة المختلف في دلالتها على التعديل
الألفاظ الدالة على المدح
ألفاظ دالة على حسن العقيدة
الألفاظ الدالة على حسن الظاهر
ألفاظ دالة التدين
ألفاظ دالة على الضبط
الخلاصة
المصادر والمراجع