مكتبة الروضة الحيدرية
الرسائل الجامعية ـ 30
تأليف
ظافر عبيس عناد الجياشي
المقدمة
اَلْحمدُ للَّهِ اَلَّذي جعلَ اَلْحمدَ مِفتاحاً لِذكرِهِ وَسبَباً لِلمزِيدِ مِنْ فَضلهِ ودليلاً عَلَى آلاَئهِ وعظَمتِهِ والصلاة والسلام على اشرفِ الأنبياءِ والمرسلينِ محمّد المصطفى وعلى آلهِ الطّيبينَ الطاهرين ومَنْ تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.
وبعد
فمن المجمع عليه أنَّ كلام الإمام عليّ (عليه السلام) قد شغف قلوب العلماء ،والأدباء ملازمة ومطالعةًً ،وملأ أسماعهم وأبصارهم،واستهوتهم روائعه،وسحرتهم أساليبه وألوانه، فوصفوه بما يدلّ على بعد أثره فيهم ،وإعجابهم به حتى قال الجاحظ (ت: 255هـ) في البيان والتبيين:((قال عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه:{ قيمة كلّ امرئ ما يحسن}! فلو لم نقف من هذا الكتاب إلاّ على هذه الكلمة ، لوجدناها كافية شافية ،ومجزية مغنية؛بل لوجدناها فاضلة على الكفاية،وغير مقصّرة عن الغاية، وأحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره )) ([1]). ورأى فيها الشريف الرضي(ت:406هـ): ((الكلمة التي لاتصاب لها قيمة،ولاتوزن بها كلمة،ولاتقرن إليها كلمة))([2]) .
ماذكر وغيره دفعني للغوص في غمار نهج البلاغة، بيد أنّي استعنت بربان حاذق اصطحبته في سفري ليلقي عليَّ عصارة ذهنه وخلاصة تجربته؛ لتصبَّ في قالب نحوي .إذ تتأتى أهمية هذا البحث النحوي في منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة،أنَّه ضمَّ مباحثَ نحوية حول كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) ،فكلامه من النصوص التي يستشهد بها في الدرس النحوي، وأخرى رغبتي الجامحة في إكتناه ما طرق مسامعي منذ صباي من الكُتّّّّاب ،وعامة الناس من إشادتهم بفصاحة نهج البلاغة،وثالثة حبي مادة النحو،فضلاً عما أشار إليه بعض الباحثين منهم الباحث الدكتور مصطفى كاظم شغيدل في أطروحته الموسومة (المباحث اللغوية في منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة لحبيب الله الخوئي)، إذ درس فيها المستويات الثلاثة :الصوتية ،والصرفية ،والدلالية ،ولم يدرس النحوية؛ لضخامة مادتها،وأنها تصلح أن تكون رسالة مستقلة ([3]). ومنهم الباحث سجاد عباس حمزة في رسالته للماجستير(المباحث النحوية في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ت:656هـ)،إذ عرض أراءاً كثيرة لحبيب الله الخوئي ([4]) .
لذا عزمت- بعد التوكل على الله- أن يكون عنوان رسالتي(جهود حبيب الله الخوئي النحوية في شرح نهج البلاغة)،وقد قسمتُها على: مقدمة ،وتمهيد ،وثلاثة فصول تعقبها خاتمة. واعتمدت على وصف الظواهر النحوية في الشرح وتحليلها،مع توثيق النصوص التي اعتمدها الشارح الخوئي من مظانها.
أمّا المقدمة فهذه التي بين يدي القارئ الكريم تحدثت فيها عن البحث وتفاصيل عمله ،وأمّا التمهيد فكان على قسمين: الأول تكلمت فيه على حياة المؤلف،والثاني ذكرت فيه أثر شروح نهج البلاغة في إثراء الدرس النحوي، وقد حاولت فيه أن أُلمع إلى ما وجدته من إشارات نحوية ذكرها شراح نهج البلاغة،يمكن أن تضاف إلى الدرس النحوي وتثريه؛ لأنّها من ابتكارات الإمام(عليه السلام)التي لم يصرح بها النحويون في مصنفاتهم.
أمّا الفصل الأول فقد وسمته بمنهج الكتاب ومصادره، وتكوّن من ثلاثة مباحث،تقدم الأول منها توطئة في أهمية نهج البلاغة،وشروحه ،ومناهج شراح نهج البلاغة، إذ جاء المبحث الأول بمنهج الكتاب وبيان ذلك ، والثاني تكفل ببيان مصادر الكتاب ،وأفصح المبحث الثالث عن أدلة الصناعة النحوية.
وجاء الفصل الثاني الذي وسمته بالدرس النحوي في الكتاب، متضمناً أربعة مباحث ، تناولت في المبحث الأول دراسة الخلاف النحوي ،ووقع على قسمين: الأول المسائل الخلافية ، والآخر ردود حبيب الله الخوئي النحوية على شراح نهج البلاغة،وتناولت في المبحث الثاني التأويل النحوي وظهر في الشرح التأويل بالحذف ،والزيادة،والتقديم والتأخير، والحمل على المعنى،والنيابة والتضمين،وفي المبحث الثالث الدلالة القطعية والدلالة الاحتمالية،وجاءت الدلالة الاحتمالية على قسمين:الدلالة الاحتمالية للمعنى،والدلالة الاحتمالية للإعراب، ودرست في المبحث الرابع أثر السياق في التوجيه النحوي ،وقسمته على قسمين: الأول السياق اللغوي والآخر السياق غير اللغوي.
وفي الفصل الثالث درست جهوده في دراسة الموضوعات النحوية، وقد ضمّ مبحثين، سبق الأول منه توطئة بينت أنَّ علم النحو،وعلم المعاني ليسا علمين منفصلين بل إنَّ ثمّة صلة وثيقة بينهما، فتناولت في المبحث الأول الأساليب وفي المبحث الثاني الأدوات .
وأفاد الباحث من السياق في تحليل كثير من النصوص التي وردت في النهج،ووقف عندها الشارح؛إذ رجح مرة، وأيد ثانية، و وقف موقف الضد ثالثة ،وهكذا.... ، وكان مسك ختام الرسالة قطفاً لأهم ثمار البحث التي توصلت إليها ،
وقد اتسمت رحلتي في رياض شرح نهج البلاغة بوافر العطاء المعنوي،والثراء العلمي،وتأتى هذا الثراء من ثلاثة أمور: الأول فيض الله ،ولطفه ،وجميل رعايته ،وحسن آلائه ،والثاني إنَّ دراستي قامت على شرح نهج البلاغة،إذ ضم نهج البلاغة أعلى مراتب الفصاحة بعد كتاب الله ، وحديث رسوله(صلى الله عليه وآله) والثالث أن يسّر الله لي شيخا عالما فاضلا كريما للإشراف على رسالتي،هو الأستاذ الدكتور عبد الكاظم الياسري إذ تقف كلمات الشكر ،والثناء عاجزة عن أن توفيه حقّه؛ لما لمست فيه من سعة الصدر ،والخلق الكبير ،والعلم الغزير الذي لم يبخل عليَّ بوقت ،أو جهد ،وما قدمه من ملاحظات وتصويبات ،واستدراكات آتت ثمارها بهذا الجهد المبارك ،فاسأل الله بحق صاحب بيعة الغدير أن يحفظه ذخرا لدارسي اللغة العربية ويمتعنا بظله الوارف.
وبعد فهذه محاولة جادة وبنية خالصة،حرصت أن تكون صحيحة في مضامينها سليمة في مؤداها،فإن أصبت فلله الحمد والمنة ،وإن كانت الأخرى فحسبي أني دَرِبٌّ مغرمٌ بنهج البلاغة ،ولغته العربية أتلمس الصواب، وانشد الحقيقة فالكمال لله وحده .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1]) البيان والتبيين :1/58-59.
[2]) نهج البلاغة (الشريف الرضي) شرح الشيخ محمد عبدة :4/18. والموجود في نسخ نهج البلاغة وشروحه:(قيمة كل امرئ ما يحسنه)، ينظر: شرح نهج البلاغة(ابن أبي الحديد المعتزلي)18:235،ونهج البلاغة(ضبط نصه الدكتور صبحي الصالح):613 ، ونهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة(الشيخ المحمودي)8/285،والمعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة (محمد الدشتي) 157.
[3]) المباحث اللغوية في منهاج البراعة:1- 4.
[4]) ينظر: المباحث النحوية في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 72،71،69،65،59،58،57 .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
الفهارس
1- المقدمة
2- التمهيد:
أ/ حياة المؤلف
ب/ أثر شروح نهج البلاغة في إثراء الدرس النحوي
مجيء ظرف المكان (أين) معرباً لا مبنياً
تفرده (عليه السلام) في استعمال التركيب القسمي (برأ النسمة)
التعجب السماعي (لله بلاء فلان)
الاستفهام التعجبي باستعمال التركيب (فما عدا مما بدا)
الفصل الأول (منهج الكتاب ومصادره )
المبحث الأول/منهج الكتاب
توطئة
أولا:منهج المؤلف في عرض المادة وخصائصه
ثانيا :شواهد الكتاب
أ)القرآن الكريم وقراءاته
ب)الحديث النبوي الشريف
ج)كلام العرب
ثالثا:موقفه من الخلاف النحوي
رابعا :الاهتمام بالمصطلح
خامسا: المناقشة وإبداء الرأي
المبحث الثاني/مصادر الكتاب
أولا /النقل عن العلماء
أ) النقل عن علماء النحو
ب) النقل عن علماء اللغة
ج)النقل عن علماء آخرين
ثانيا :النقل عن الكتب
أ)كتب النحو والصرف
ب)كتب اللغة
ج)كتب الأدب والبلاغة
د)كتب الفقه والتفسير
هـ)كتب الحديث
و)كتب شروح نهج البلاغة
المبحث الثالث/ أدلة الصناعة النحويّة
السماع
القياس
الاستصحاب
القول بالموجب
الفصل الثاني (الدرس النحوي في الكتاب)
المبحث الأول/ دراسة الخلاف النحوي
أولا:المسائل الخلافية
أ)موافقته البصريين
ب)موافقته الكوفيين
ج)موقفه الحيادي من المذهبين
ثانيا:ردود الشارح الخوئي النحوية على شرّاح نهج البلاغة
أ) الشارح الراوندي
ب)الشارح المعتزلي
ج)الشارح البحراني
المبحث الثاني/ التأويل النحوي
توطئة
أساليب التأويل النحوي
أولا:التأويل بالحذف
أ)حذف الاسم
ب)حذف الفعل
ج)حذف الحرف
ثانيا:التأويل بالزيادة
أ)زيادة الحرف
ب)زيادة الفعل
ثالثا:التأويل بالتقديم والتأخير
رابعا:التأويل بالحمل على المعنى
خامسا:التأويل بالنيابة والتضمين
المبحث الثالث/ الدلالة الاحتمالية والدلالة القطعية
الدلالة الاحتمالية والقطعية تعريفهما لغةً واصطلاحاً
الدلالة الاحتمالية
أولا :الدلالة الاحتمالية للمعنى
ثانيا : الدلالة الاحتمالية للإعراب
الدلالة القطعية
المبحث الرابع/ أثر السياق في التوجيه النحوي
126
أولا: السياق اللغوي
ثانياً : السياق غير اللغوي
الفصل الثالث (جهوده في دراسة الموضوعات النحوية)
المبحث الأول/ الأساليب
توطئة
أولا: الأساليب الطلبية
أ)الاستفهام
ب)النداء
ج)العرض و التحضيض
ثانيا:الأساليب غير الطلبية
أ)أسلوب التعجب
ب)أسلوب القسم
ج)أسلوب المدح والذم
ثالثا:الأساليب الأخر
الأول: أسلوب النفي
أولا: النفي الصريح
أ)النفي بالمشبهات بـ(ليس)
ب) النفي بلا النافية للجنس
ج)النفي بأدوات أخر
ثانيا:النفي الضمني
الثاني :أسلوب التوكيد
أولا :التوكيد اللفظي
ثانيا:التوكيد بالحروف
ثالثا :التوكيد بالأساليب
أ)التوكيد بالتقديم والتأخير
ب) التوكيد بالقسم الظاهر والباء الزائدة
الثالث:أسلوب الشرط
المبحث الثاني/الأدوات
توطئة
أولا:الأدوات الأحادية
أ)الباء
ب)السين
ج)الفاء
د)الكاف
هـ)اللام
و)الواو
ثانيا:الأدوات الثنائية
أ)أنْ
ب)أو
ج)عن
د)في
هـ)كي
و) لا
ح)ما
ط)مِن
ثالثا:الأدوات الثلاثية
أ)ألا
ب)إلى
ج)أيّ
د) ثمّ
هـ) على
رابعا:الأدوات الرباعية
أ)حتى
ب) لمّا
قطاف البحث
مظان البحث
ملخص البحث باللغة الإنكليزية