مكتبة الروضة الحيدرية
الرسائل الجامعية : 33
تأليف
رغد فلاح عبدكاظم الخزرجي
المقدمة
مثل الشيخ محمد جواد البلاغي جزء من جيل العلماء والمفكرين البارزين في العراق ، ممن اثروا بتأليفهم وكتاباتهم العلمية والفكرية في النصف الثاني من القرن العشرين ، فكان لمعاصرته لاحداث جسام المت بالمجتمع العراقي في ظل اطار زمني استمر من ( النصف الثاني من العقد السابع من القرن التاسع عشر وحتى أوائل العقد الرابع من القرن العشرين) وما حمله هذا الامتداد الزمني من اهمية كبيرة وخطيرة في تاريخ العراق الحديث والمعاصر ، فقد عاصر سقوط الدولة العثمانية وبداية حقبة الاستعمار الغربي الذي ورث الدولة العثمانية في السيطرة على مقدرات البلدان الاسلامية ، وكذلك الازمات الفكرية التي عصفت بالعالم الاسلامي والهجمة التبشيرية على البلدان الاسلامية وظهور بعض الفرق مثل الوهابية والبابية والبهائية والقاديانية وبعض الايدلوجيات المادية والطبيعية الخ شكلت الدافع الأول في اختيار موضوع الرسالة .
فضلا عما قدح في ذهن الباحثة أثناء قراءتها الأولية حول موضوع الرسالة هذا ، من سؤال وسؤال ، كان من أبرزها : من هو الشيخ محمد جواد البلاغي ؟ وما قنوات تكوينه المعرفي والفكري ؟ مضافاً عن تساؤل عن مدى حجم جهوده الفكرية والعقائدية ؟ وهل كانت مرهونة بزمانها ، أو متعدية إلى العقود التالية ؟ هذه الأسئلة وسواها وضعت بمجموعها سببا أخر في الاضطلاع بمهمة دراسة هذا الموضوع .
وان الشيخ محمد جواد البلاغي شخصية فكرية ، لم تحظ بدراسة أكاديمية علمية في حقل الدراسات التاريخية (1)، شكل ذلك دافعا أخر ضمن الدوافع التي زادت من قناعات الباحثة في المضي قدما لدراستها هذه .
تكونت الرسالة من هذه المقدمة وثلاثة فصول وخاتمة وضعت فيها الباحثة ابرز ما توصلت إليه من استنتاجات.
فقد درس الفصل الأول ( الشيخ محمد جواد البلاغي عصره ونشأته والمعرفية الفكرية ) بتسليط الضوء على السمات العامة لعصره والمتمثلة بتراكم عوامل انحلال الدولة العثمانية وسقوطها عام 1918 وبداية سيطرة اجنبية على البلدان الاسلامية ، ونشاط الحركات الاستشراقية والنشاط التبشيري وخطورة ما يقدمه اولئك المستشرقين والمبشرين من تقارير ودراسات وابحاث اسهمت اسهاماً فاعلاً في تنشيط الحركة الاستعمارية ، كما شهدت الحقبة ذاتها بدايات متواضعة لعملية التحديث أثرت على الحركة الفكرية في عموم المشرق الاسلامي ، فضلاً البدع التي ظهرت والتي تصدى لها العلماء ليقطعوا الطريق من انتشارها ويحولوا دون استفحالها ، ثم عرجت الباحثة على الروافد التي اسهمت في تكوين الشيخ محمد جواد البلاغي المعرفي والفكري وابرز اساتذته وصولا إلى نيله درجة الاجتهاد وتدريسه العديد من العلماء والادباء والمفكرين واخيراً ختمت الباحثة هذا الفصل بابرز المقومات والصفات التي اتصف بها الشيخ محمد جواد البلاغي حتى وفاته .
تناول الفصل الثاني أضواء على جهوده الفكرية ومواقفه الاجتماعية والسياسية مبتدئا بنتاجه في حقلي التفسير والفقه لأنه مفسرٌ ورجل دين ، ثم درست الباحثة الكتابات التاريخية في مدونات الشيخ محمد جواد البلاغي والمتمثلة بموضوع الامامة وثورة الامام الحسين (u) وعبد الله بن سبأ ثم استكملت الباحثة بعد ذلك الحديث عن بقية مؤلفاته ، واخيرا تعرضت إلى المواقف الاجتماعية والسياسية للشيخ محمد جواد البلاغي والمتمثلة بموقفه من كعبة البابيين والبهائيين ومن الشعائر الحسينية ومن ثم موقفه من الاحتلال البريطاني للعراق 1914 ودوره في ثورة العشرين .
وأستعرض الفصل الثالث ( اراؤهُ الفكرية ومواقفه العقائدية ) بتسليط الضوء على الشبهات الموجهة إلى الاسلام والرد عليها ، وتطرق إلى طروحات الشيخ محمد جواد البلاغي الفكرية التي تصدت للحركة التبشيرية وكتابها والكتب الطاعنة في مقدسات الشريعة الاسلامية والرد على الانحرافات والشبهات الفكرية والعقائدية في كتب أهل الكتاب سواء في كتب العهدين أم في اثار مؤلفيهم وكتابهم والمبشرين من بعدهم وبناءً على ذلك فقد اتسعت دائرة هذه المحاورات وكثرت المسائل المثارة فيها ، كما ناقش الوهابية والبابية والبهائية وفند ادعاءاتهم ، وتصدى للفكر المادي والالحادي مناقشاً نظرية دارون ساعيا لإثبات بطلانها .
تنوعت المصادر التي اعتمدت عليها الباحثة في استقاء معلومات هذه الرسالة ، كان في مقدمتها مؤلفات الشيخ محمد جواد البلاغي ، إذ شكلت عمودا فقرياً واساسياً لطالما اعانت الباحثة في مجمل فصول الرسالة ومباحثها ، لما احتوته من معلومات قيمة ساعدت كثيرا في التعرف على الرؤى الفكرية والعقائدية للشيخ محمد جواد البلاغي .
كما كان للكتب العقائدية والتاريخية أثرٌ كبيرٌ في اعانة الباحثة على معالجة مختلف جوانب الرسالة لاسيما تلك التي تخصصت بالمواضيع التي تصدى لها الشيخ محمد جواد البلاغي سواء كانت عقائدية أم تاريخية أم فكرية ، وقد تنوعت بين مصادر التراث العربي الاسلامي مثل كتاب الطبري ( تاريخ الرسل والملوك) وكتاب ابن كثير ( البداية والنهاية) وكتاب عبد الرزاق الحسني ( الباببيون والبهائيون في حاضرهم وماضيهم) وكتاب جعفر كاشف الغطاء ( منهج الرشاد لمن أراد السداد) وغيرها من امهات المصادر التي لا غنى عنها عند سبر اغوار التاريخ الاسلامي .
وكان للعديد من ( الرسائل والاطاريح الجامعية ) ( الماجستير والدكتوراه) التي اجيزت من مختلف الجامعات والمعاهد حضورٌ في ثنايا البحث ، كان منها على وجه التحديد اطروحة الدكتوراه لعلي الاوسي ( البلاغي مفسراً) إذ كانت اول دراسة اكاديمية تناولت حياة الشيخ محمد جواد البلاغي واساتذته وتفسيره بيد انها اغفلت جوانب مهمة ومتنوعة عن حياته واسرته وارائه الفكرية لذا سعت الباحثة إلى استكمال ما امكنها الله من ذلك سبيلاً ، ورسالة الباحث ثائر عباس هويدي النصراوي ، ( منهج الشيخ البلاغي في نقد الفكر الديني اليهودي ) ( دراسة فلسفية ) فضلا عن الكثير من الرسائل والاطاريح الأخرى التي افادت الباحثة في التعريف بالشخصيات وبعض التوضيحات الأخرى.
واستعانت الباحثة في موضع من مواضع الرسالة بما حصلت عليه من معلومات قيمة ، اخذتها عن شبكة المعلومات ( الانترنت) حيث حصلت على معلومات قيمة عن حياته واساتذته وتلامذته ومؤلفاته ، إذ تواصلت الباحثة في متابعتها لمستجدات ما كتب عن الشيخ محمد جواد البلاغي حتى لحظة طباعة الرسالة ، وعدا ذلك فقد كان لبحوث المؤتمرات التي تناولت الشيخ محمد جواد البلاغي حضورٌ في ثنايا الرسالة مثل ( مجموعة مقالات المؤتمر العالمي للعلامة البلاغي ) الذي عقد في قم .
وعلاوة على ما استقته الباحثة من المظان المتنوعة لم تغفل الاستعانة بجملة من ( كتب التراجم والمعاجم والموسوعات) العربية والاجنبية إذ افادت الباحثة في الوقوف عند معلومات مهمة عن هذه الشخصية أو تلك من علماء ورجال دين وفكر وادب وسياسة ، فضلا عن تعريفها بالمدن والمواقع والمصطلحات الغامضة ، فاغنت معلوماتها الثمينة هوامش مختلف مباحث الرسالة وفصولها لعل من بينها : موسوعة محسن الامين العاملي المسماة بـ ( اعيان الشيعة) ومعجم ياقوت الحموي ( معجم البلدان) وموسوعة علي الخاقاني ( شعراء الغري) وكانت الصحافة ( الجرائد والمجلات ) هي الأخرى معينا زاخرا اعان الباحثة بمعلومات قيمة في مواضيع عدة .
واخيرا فان الباحثة تضع هذا الجهد المتواضع بين ايادي اساتذتها ( اعضاء لجنة المناقشة) الموقرة للاخذ بملاحظاتهم التي سترصن الرسالة علميا ، وتاخذ بيدها لتجاوز ما قد فاتها سهواً، والله الموفق .
----------------------------------------------------------------------
[1] تصدى الباحث علي الاوسي الاختصاصي في علم التفسير ، لدراسة الشيخ محمد جواد البلاغي كمفسر عراقي في اطروحته المقدمة إلى قسم علوم القرآن والحديث كلية الالهيات في جامعة طهران المعنونة : علي الاوسي ، البلاغي مفسراً ، اطروحة دكتوراه، ( جامعة طهران : كلية الالهيات ، 1995) . كما درس الباحث ثائر عباس هويدي النصراوي منهج الشيخ محمد جواد البلاغي من ناحية فلسفية في رسالته المقدمة إلى قسم الفلسفة في كلية الاداب جامعة الكوفة المعنونة : منهج الشيخ البلاغي في نقد الفكر الديني اليهودي (دراسة فلسفية) ، رسالة ماجستير ( جامعة الكوفة : كلية الاداب ، 2006).
----------------------------------------------------------------------------
الفهارس
القرآن الكريم
إقرار المشرف العلمي
شهادة الخبير العلمي
شهادة الخبير اللغوي
إقرار اللجنة
الإهداء
الشكر والتقدير
قائمة الرموز
المحتويات
المقدمة : نطاق البحث وتعريف بالمصادر
الفصل الاول : الشيخ محمد جواد البلاغي عصره ونشأته المعرفية والفكرية
المبحث الاول : لمحة تاريخية من عصر الشيخ محمد جواد البلاغي
المبحث الثاني : الشيخ محمد جواد البلاغي ولادته ونشأته وقنوات تكوينه المعرفي والفكري
المبحث الثالث : تدريساته الحوزوية وابرز تلامذته
المبحث الرابع : الفصل الختامي في حياة الشيخ محمد جواد البلاغي
الفصل الثاني : اضواء على جهوده الفكرية ومواقفه الاجتماعية والسياسية
المبحث الاول : قراءة اولية في نتاجه الفقهي
المبحث الثاني : الكتابات التاريخية في مدونات الشيخ محمد جواد البلاغي
المبحث الثالث : التعريف بمؤلفاته الاخرى
المبحث الرابع : قراءة في جهوده الاجتماعية ومواقفه السياسية
اولا : جهوده الاجتماعية
ثانيا : مواقفه وأدواره السياسية
الفصل الثالث : آراؤه الفكرية ومواقفه العقائدية
المبحث الاول : الاسلام ورد الشبهات
المبحث الثاني : آراؤه ازاء الوهابية والبابية والبهائية
المبحث الثالث : حوارياته مع اليهودية والمسيحية
المبحث الرابع : نقده الفكر المادي
الخاتمة :
الملاحق :
المصادر والمراجع :
فهرست الاعلام والاماكن
Summary