مكتبة الروضة الحيدرية
الرسائل الجامعية ـ 35
تأليف
د.عـادل عبـاس هويدي النصراوي
المقدمة
يا ربّي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك والصلاة والسلام على خير خلقك سيد الأوّلين والآخرين محمد الأمين وآله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه ومَنْ تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين..
لم يكن موضوع رسالتي للدكتوراه (الجهود اللغوية والنحوية عند ابن معصوم المدني) وليد مصادفة أو اختياراً متعجّلاً، وإنّما كانت فكرته قد خامرتني منذ وقت ليس بالقصير، إذ عشت مع السيد علي صدر الدين بن معصوم المدني زمناً طويلاً، متتبّعاً آثاره ومؤلفاته، حتى ولعتُ بها وأحببتها إلى درجة الشغف، فكان يعيش في ذاكرتي، فوجدته بلاغياً كبيراً ونحوياً فذّاً ولغوياً من الطراز الأوّل، فضلاً عن كونه فقيهاً وأصولياً وناقداً ومستدركاً وشارحاً ومختصِراً للكثير من المسائل التي يُناقشها.
هذا الاتساع في ثقافته وتعدّد مواهبه جعلته ملمّاً بأكثر علوم عصره، فلا يوجد باب من أبواب العلم في زمانه إلاّ طرقه وأخذ منه شيئاً.
كل هذه الاسباب دفعتني لأن أدرس جهود هذا العلم الكبير، وخاصة في اللغة والنحو، وأتناوله بالبحث، وقسمتُ دراستي على تمهيد وبابين وخاتمة.
تناولت في التمهيد، عصره، منذ ولادته (سنة 1052هـ) وحتى وفاته (سنة 1120هـ) وما تخلّله عصره من اضطرابات سياسية في عالم كان يحكمه الصفويون والعثمانيون، وكذلك ممالك الهند، التي عاش فيها أكثر سنيّ عمره، وتناولت فيه أيضاً مايتعلّق باسمه ونسبه وأسرته ونشأته، و ثقافته وآثاره العلمية وأساتذته وإجازاته في الرواية، بصورة مختصرة.
أما الباب الأول فتناولت فيه موضوع (الجهود اللغوية عند ابن معصوم المدني) وانقسم على مدخل وثلاثة فصول.
فالفصل الأول كان موضوعه (الطراز الأوّل – دراسة وتقويم)، درستُ فيه أهم كتاب له في اللغة، وكان نقداً واستدراكاً على القاموس المحيط للفيروزآبادي، وقسمته على مدخل وثلاثة مباحث، ففي المدخل تناولت الغاية من تأليفه وهي للرد على الفيروزآبادي ومناصرة الجوهري في أغلبه، وفي المبحث الأول، درستُ الخصائص العامة في منهج الطراز، و تتعلّق بالنظام الخارجي العام للمعجم، والمبحث الثاني منه خصّص لدراسة الخصائص الدقيقة للمنهج فيه، فحلّلت منهجه الداخلي الناقد للفيروزآبادي بمادته اللغوية، وفي المبحث الثالث برّزت شخصيته العلمية في الطراز الأول ومصادر دراسته والمؤاخذات عليه.
أما الفصل الثاني فكان موضوعه (المباحث اللغوية عنده)، وانعقد على خمسةِ مباحث تناولت في المبحث الأوّل مجمل آرائه ودراساته في تطوّر الدلالة من تعميمها وتخصيصها وانتقالها، والمبحث الثاني فقد خصّص لدراسة بعض الظواهر الدلالية كالترادف والأشتراك اللفظي، فيما كان المبحث الثالث في الإبدال بشقيه الصوتي واللهجي.
أما المبحث الرابع فكان في الهمز الذي أخذ حيزاً مهماً في الدرس اللغوي، فيما كان المبحث الخامس في المعرّب.
أمّا الفصل الثالث فكان موضوعه (نقده اللغوي)، و انعقد على مبحثين:
الأول : تصحيحاته، التي انقسمت على قسمين، احدهما يَتعلّق بتصحيحاته اللغوية أي رصد الإنحرافات عن معايير اللغة والنحو، والآخر تعلّق بالإضطراب في الأداء اللغوي، أو دراسة الأسلوب الفني الذي يجب أن يلتزم به الكاتب والأديب، والنظر في مواضع الجودة والرداءة في استعمال اللغة .
الثاني : استدراكاته على الفيروزآبادي من مواد لغوية، كان يرى أنّه لم يوردها في القاموس المحيط.
الباب الثاني تناولت فيه موضوع (الجهود النحوية عند ابن معصوم المدني)، وانقسم على مدخل وثلاثة فصول.
المدخل تطرقت فيه إلى مسألة اللحن الإعرابي واتجاهات التصنيف النحوي قبيل عصره وعنده وبشكل مختصر.
وفي الفصل الأول منه تناولت موضوع (الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية – دراسة وتقويم)، فدرست فيه أهم كتبه في النحو، و كان شرحاً مفصّلاً لمختصر الشيخ البهائي (ت سنة 1031هـ)، المسمّى بـ(الفوائد الصمدية)، وتضمّن نظرة عامة في مؤلفاته النحوية، ثم تعرّضت الى سبب تأليفه للحدائق الندية، وطريقة تأليفه له وهي مبنيّة على أساس نظرية العامل، وكذلك شواهده، ومصادره التي اعتمد عليها في مجمل مباحثه النحوية، ثم المؤاخذات عليه.
وفي الفصل الثاني درست (مذهبه النحوي)، وكان في مبحثين هما:
الأول : المذاهب النحوية وأثرها في منهجه النحوي، و خصصته لدراسة نماذج من المسائل الخلافية التي اتفق فيها أو اختلف مع المذهبين البصري والكوفي، فضلاً عن مسائل سكت عنها، ولم يعطِ رأياً فيها.
الثاني : نماذج من دراساته النحوية، تناولت فيه بعضاً من مباحثه في الفاعل والمفعولات وفعل الأمر وعسى وبئس ونِعْم.
وفي الفصل الثالث منه تناولت موضوع (أثر علم الأصول في دراساته النحوية حروف الجر أنموذجاً)، درست فيه دلالة حرف الجر بين النحويين والأصوليين، فبيّنت الفروق الدقيقة بينهما، ثم درست بعضاً منها وتناوبها في المعنى الوظيفي عند ابن معصوم المدني من نحو من، عن، على، في، اللام، وتوصّلت إلى عدم وجود تناوب بينها في الدلالة وخاصة في القرآن الكريم.
ثم الخاتمة، فقد عرضت فيها خلاصة البحث بشقيه اللغوي والنحوي وما توصّلت إليه من نتائج، مختصراً ذلك في نقاط محدودة.
استعنت في دراستي هذه بمصادر كثيرة في اللغة والنحو والرجال، توزّعت على بابي البحث وفصوله وتمهيده، فكان لكتب المعجمات والدراسات المعجمية واللغوية، السهم الأوفى، من نحو معجم الطراز الأول والكناز لابن معصوم، والقاموس المحيط للفيروزآبادي وأساس البلاغة للزمخشري وكتابي المجمل والمقاييس لابن فارس وأمّات المعجمات الأخرى.
أما مصادر النحو فكان منها كتاب الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية لابن معصوم المدني، وكتاب سيبويه، ومقتضب المبرِّد وشروح الألفية وشرح الرضي على الكافية ومغني اللبيب لابن هشام وغيرها.
أما مصادر الرجال فأهمها روضات الجنات للخوانساري ورياض العلماء لعبدالله الافندي واعلام الشيعة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
***
الفهرس
مقدمة ............... 5
تمهيد ...............9
عصره............... 9
اسمه ونسبه وأسرته...............14
ثقافته ............... 16
آثاره العلمية...............29
أساتذته...............33
إجازاته في الرواية ...............35
الباب الأول
الجهود اللغوية عند ابن معصوم المدني
مدخل (اللحن وتطوّر التأليف اللغوي إلى عصره) ...............39
الفصل الأول (الطراز الأول – دراسة وتقويم) ...............51
مدخل (الغاية من تأليفه). ...............51
المبحث الأول (الخصائص العامة في منهج الطراز الأوّل) ...............52
المبحث الثاني (الخصائص الدقيقة في منهج الطراز الأول – تحليل المنهج) ...... 68
المبحث الثالث : (شخصيته العلمية في الطراز الأول ............... 96
الفصل الثاني: (مباحثه اللغويّة) ............... 113
مدخل............... 113
المبحث الأول (تطوّر الدلالة) ............... 114
المبحث الثاني (ظواهر دلالية متفرّقة) ............... 133
المبحث الثالث (الإبدال) ............... 139
المبحث الرابع (الهمز) ...............156
المبحث الخامس (المعرَّب) ...............165
الفصل الثالث (نقده اللغويّ) ...............175
مدخل ...............175
المبحث الأوّل (تصحيحاته)...............179
أولاً/ التصحيح اللغويّ (رصد الانحرافات عن معايير اللغة والنحو............184
ثانياً/ الإضطراب في الأداء اللغويّ (اضطراب الكلم...............203
المبحث الثاني (استدراكاته) ...............208
نظرة في مستدركات الزبيديّ على الفيروز آبادي ...............220
الباب الثاني
الجهود النحويّة عند ابن معصوم المدنيّ
مدخل (الخطأ الإعرابي واتجاهات التصنيف النحوي قُبيل عصره وعنده)..... 229
الفصل الأول: الحدائق النديّة في شرح الفوائد الصمديّة ...............237
نظرة في مؤلفاته النحويّة...............237
سبب تأليف الكتاب...............244
طريقة تأليفه...............247
شواهده...............263
مصادره ...............275
المؤاخذات عليه...............277
الفصل الثاني (مذهبه النحويّ) ............... 281
المبحث الأول (المذاهب النحوية وأثرها في منهجه النحويّ) ............... 281
نماذج من المسائل الخلافية...............294
مسائل اتفق فيها مع البصريين...............265
مسائل اتفق فيها مع الكوفيين...............299
مسائل سكت عنها...............304
المبحث الثاني (نماذج من دراساته النحوية) ............... 306
النائب عن الفاعل...............307
الأصل في المفاعيل...............310
فعل الأمر...............315
عسى...............320
نِعْمَ وبِئس...............322
الفصل الثالث: تأثير علم الأصول في دراساته النحوية ...............325
دلالة حروف الجر بين النحويين والأصوليين...............325
حروف الجر وتناوبها بالمعنى الوظيفي عنده...............338
مِنْ ...............340
عَنْ ...............348
على...............354
في ...............359
الباء...............365
اللام ...............374
الخاتمة...............379
المصادر...............383
الفهرس ...............413