مكتبة الروضة الحيدرية
سلسلة صحافة النجف الاشرف : 6
صاحبها ورئيس تحريرها عبدالهادي العصامي
تاريخ الصدور (1948-1950) بواقع (28 عدد)
تم اعادة تأهيلها وطباعتها بحلتها الجديدة في (1 مجلد)
مقدمة مكتبة الروضة الحيدرية
لعبت الصحافة في بداية النهضة الفكرية في البلدان الإسلامية دوراً مهمّاً في بثّ الوعي ونشر الثقافة، ولم تكن مدينة النجف الأشرف ـ السبّاقة في ميادين العلم والمعرفة ـ بمعزل عن هذا المولود الجديد، حيث ظهرت فيها عشرات الصحف والمجلات الثقافية والأدبية والاجتماعية والسياسية، وكانت سمتها الغالبة مواكبة الأحداث العالمية أدباً وسياسةً وثقافةً، فصحافة النجف الأشرف كانت مرآة صافية للنشاط الفكري والثقافي والاجتماعي الذي دار في مختلف أنديتها آنذاك.
وقد بلورت الهموم والآمال التي كان يحملها علماء وأدباء وساسة النجف تجاه الأمة الإسلامية، وتجاه مشاكلها المختلفة: من حلّ شبهة عقائدية، أو إعطاء رؤية سياسية، أو إبداء عواطف جيّاشة نصرة للمسلمين، أو إبداع آراء فكرية، وغيرها من الأمور التي تدلّ على ريادة النجف الأشرف في مختلف الميادين.
ومن أراد الاطلاع على دور النجف الأشرف في النهضة الفكرية الإسلامية المعاصرة لا يتمكن من الإلمام بذلك إلّا عبر الاستعانة بتلك الصحف والمجلات المنشورة آنذاك، وتصفّح أوراقها لاقتطاف ثمارها، سيما ونحن على أبواب عام 2012م حيث تكون النجف العاصمة الثقافية للعالم الإسلامي، ممّا يدعونا إلى الاهتمام بتراث علمائنا وأدبائنا وإحيائه من جديد.
ومن هذا المنطلق، وإحياءً لهذا التراث القيّم الزاخر بالمعلومات المهمّة الكثيرة، وحفاظاً عليه من الضياع ـ إذ أصبح الكثير منها مفقوداً، وقلّما تجد مكتبة في النجف وغيرها تحتوي على كافة الأعداد المنشورة ـ قمنا في مكتبة الروضة الحيدرية بمشروع أرشفة هذه المجلات والصحف الكترونياً، ثم إعادة طباعتها ونشرها من جديد تحت عنوان (سلسلة صحافة النجف الأشرف).
فكان الابتداء بمجلة العلم للعلامة السيد هبة الدين الشهرستاني، نظراً لأهميتها وريادتها على سائر الصحف والمجلات النجفية، سيما وانّ مؤسسها كان رجل العلم والمعرفة والأدب والسياسة.
ثمّ شرعنا بمجلة الاعتدال للمرحوم محمد علي البلاغي (ت1396هـ)، والتي استمرّت لست سنوات، وأثارت نشاطاً ثقافياً في الأوساط العلميـة بأبحاثها المتنوعـة في مختلف حقـول المعرفة (الإسلامية والإنسانية).
ومن بعدها بدأنا بمجلة الدليل لصاحب امتيازها موسى الأسدي، ورئيس تحريرها الشيخ عبدالهادي الأسدي رحمهما الله، وهي مجلة شهرية علمية أدبية اجتماعية جامعة، أخذت على عاتقها تحقيق الأهداف التالية:
1 ـ الإصلاح الاجتماعي على ضوء التعاليم الإسلامية المقدسة.
2 ـ خدمة الثقافة العربية بجميع ألوانها وصورها.
3 ـ توجيه الشباب إلى ما فيه خير البلاد.
4 ـ العناية بسائر الفنون الرفيعة والآداب.
مستعينة للوصول إلى هذه الأهداف بأقلام «السادة من الكتّاب المجاهدين الذين يهمهم من أمر مجتمعهم هذا النقص الشائن، فيسعون بأقلامهم إلى إصلاحه وتكميله».
ولذا سعى صاحب امتيازها ورئيس تحريرها بكلّ جدّ لتحقيق هذه الأهداف، فطبع عددها الأول في تشرين الأول عام 1946م، وانتهت في سنتها الثانية بعددها العاشر الصادر في تموز عام 1948م.