مكتبة الروضة الحيدرية
سلسلة صحافة النجف الاشرف : 8
صاحبها ورئيس تحريرها محمد رضا الحساني ، محمد صالح بحر العلو م
تاريخ الصدور (1934) بواقع (10 اعداد)
تم اعادة تأهيلها وطباعتها بحلتها الجديدة بواقع ( 1 مجلد )
مقدمة مكتبة الروضة الحيدرية
لعبت الصحافة في بداية النهضة الفكرية في البلدان الإسلامية دوراً مهمّاً في بثّ الوعي ونشر الثقافة، ولم تكن مدينة النجف الأشرف ـ السبّاقة في ميادين العلم والمعرفة ـ بمعزل عن هذا المولود الجديد، حيث ظهرت فيها عشرات الصحف والمجلات الثقافية والأدبية والاجتماعية والسياسية، وكانت سمتها الغالبة مواكبة الأحداث العالمية أدباً وسياسةً وثقافةً، فصحافة النجف الأشرف كانت مرآة صافية للنشاط الفكري والثقافي والاجتماعي الذي دار في مختلف أنديتها آنذاك.
وقد بلورت الهموم والآمال التي كان يحملها علماء وأدباء وساسة النجف تجاه الأمة الإسلامية، وتجاه مشاكلها المختلفة: من حلّ شبهة عقائدية، أو إعطاء رؤية سياسية، أو إبداء عواطف جيّاشة نصرة للمسلمين، أو إبداع آراء فكرية، وغيرها من الأمور التي تدلّ على ريادة النجف الأشرف في مختلف الميادين.
ومن أراد الاطلاع على دور النجف الأشرف في النهضة الفكرية الإسلامية المعاصرة لا يتمكن من الإلمام بذلك إلّا عبر الاستعانة بتلك الصحف والمجلات المنشورة آنذاك، وتصفّح أوراقها لاقتطاف ثمارها، سيما ونحن على أبواب عام 2012م حيث تكون النجف العاصمة الثقافية للعالم الإسلامي، ممّا يدعونا إلى الاهتمام بتراث علمائنا وأدبائنا وإحيائه من جديد.
ومن هذا المنطلق، وإحياءً لهذا التراث القيّم الزاخر بالمعلومات المهمّة الكثيرة، وحفاظاً عليه من الضياع ـ إذ أصبح الكثير منها مفقوداً، وقلّما تجد مكتبة في النجف وغيرها تحتوي على كافة الأعداد المنشورة ـ قمنا في مكتبة الروضة الحيدرية بمشروع أرشفة هذه المجلات والصحف الكترونياً، ثم إعادة طباعتها ونشرها من جديد تحت عنوان (سلسلة صحافة النجف الأشرف).
وهذا لا يعني التزامنا واعتقادنا بصحة كل ما ورد فيها، إذ انّ الأبحاث الموجودة فيها تعبّر عن رأي أصحابها وربما تكون لنا ملاحظات على بعض منها نتركها لمجال آخر، وعملنا هنا مجرد أرشفة هذه الصحف وحفظها من التلف والضياع إذ أنها أصبحت جزء من تاريخنا وهويتنا الثقافية مع قطع النظر عن الصحة والسقم.
وقد تمّ لحدّ الآن طباعة مجموعة جيّدة من هذه الصحف، فقد طبعت مجلة العلم، الاعتدال، الدليل، النشاط الثقافي، البيان، الشعاع والعدل الإسلامي. وهذه هي المجلة الثامنة من سلسلة صحافة النجف الأشرف.
مجلة المصباح مجلة تاريخية اجتماعية شهرية لصاحبها ورئيس تحريرها محمد رضا الحساني، ومن بعده الشاعر محمد صالح بحر العلوم.
صدر عددها الأول في 1رجب عام 1354هـ الموافق 10 تشرين أول 1934م، وانتهت بعددها العاشر الصادر في شهر رمضان 1355 الموافق كانون الأول 1936م.
ويظهر من افتتاحية العدد الأول بقلم المرحوم الحسّاني الهاجس القومي والإسلامي الذي كان يعيشه من تردّي وضع المسلمين عموماً والعرب خصوصاً، مما يوحي إلى انّ عمله هذا ومجلته هذه تهدف إلى معالجة هذا التردّي، إذ انّ الصحافة على حدّ تعبيره: «هي صاحبة التاج التي منها وإليها وعليها بني نظام الحياة الاجتماعية اليوم»، ولذا يقول: «واجتمعت بكبار رجالات العرب ممن أمكنتني الظروف لزيارتهم والالتقاء بخدمتهم كالأستاذ الثعالبي والمدرّس والشبيبي والغلاييني وكرامت والخطيب والعبيدي، ولقد استنتجت من أقوال هؤلاء غاية واحدة هي ترقية الشرق العربي الإسلامي، ورفع مستوى العربية إلى حيث المقام السامي الذي يجب أن تحلّ فيه. أنا عربي وأحبّ العرب وأتمنّى سعادتهم، وأسأله تعالى أن يوفّقني لخدمتهم بالنفس والنفيس، وبكل ما أُوتيت من حول وقوّة، وأرجو لكلّ عربي أن يساعدني مادّياً وأدبياً بما يقوّم هذه الروح في الشرق العربي الإسلامي».
شكر وتقدير:
إنّ من المستحيل أن تنجز الأعمال والمشاريع الكبيرة بجهود فردية، بل لابدّ من التعاون والتكاتف لإنجازها، ونحن بدورنا نشكر ونقدّر جميع الجهود التي بذلت لإنجاز هذا المشروع، وهم كلّ من:
1 ـ الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة المهندس السيد مهدي الحسيني، والسادة أعضاء مجلس الإدارة.
2 ـ المكتبات الخاصة والعامة وأخصّ بالذكر: مكتبة الإمام الحسن 7 العامّة، مكتبة الدكتور السيد سلمان آل طعمة، مكتبة الدكتور كامل سلمان الجبوري، مكتبة كلية الآداب لجامعة الكوفة، مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة، دار الكتب والوثائق.
3 ـ الكادر العامل في المكتبة حيث قاموا بعملية التصوير والتنظيف والإعداد الكامل لها، وهم كل من السادة : هاشم بحر ، هاشم محمد مرتضى ، علي لفته كريم ، نصير شكر.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة على رسوله وآله الأطيبين الطاهرين.