[21] ومن خطبة له (عليه السلام)([1])
[وهي كلمة جامعة للعظة والحكمة]
فإِنَّ الغَايَةَ أَمَامَكُمْ، وَإِنَّ وَرَاءَكُمُ السَّاعَةَ تَحْدُوكُمْ، تَخَفَّفُوا تَلْحَقوا، فَإنَّمَا يُنْتَظَرُ بِأوَّلِكُمْ آخِرُكُمْ.
أقول: إنَّ هذا الكلام لو وُزِن بَعْدَ كلام اللهِ سُبحانه وكلام رسوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بكل كلام لَـمَالَ بِهِ راجحاً، وَبَرَّزَ عليه سَابقاً([2]).
فأمّا قولُه (عليه السلام): «تَخَفَّفُواَ تَلْحَقُوا»، فما سُمِع كلام أقَلُّ منه مسموعاً، ولا أكثَرُ منه محصولاً، وما أبْعَدَ غَوْرَها من كلمةٍ! وأنْقَعَ([3]) نُطْفَتَها([4]) مِن حِكْمَةٍ! وقد نبّهنا في كتابِ «الخصائصِ» على عِظَم قَدْرِها، وشَرَف جَوْهَرِها.