[51] ومن كلامه (عليه السلام)
لما غلب أصحاب معاوية أصحابه على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم الماء([1])
قَدِ اسْتَطْعَمُوكُمُ الْقِتَالَ([2])، فَأَقِرُّوا عَلَى مَذَلَّةٍ، وَتَأْخِيرِ مَحَلَّةٍ، أَوْ رَوُّوا السُّيُوفَ مِنَ الدِّمَاءِ تَرْوَوْا مِنَ الماءِ؛ فَالْـمَوْتُ فِـي حَيَاتِكُمْ مَقْهُورِينَ، وَالْـحَيَاةُ في مَوْتِكُمْ قَاهِرِينَ. أَلا وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُـمَةً مِنَ الْغُوَاةِ، وَعَمَّسَ([3]) عَلَيْهِمُ الْـخَبَرَ، حَتَّى جَعَلُوا نُحُورَهُمْ أَغْرَاضَ الْـمَنِيَّةِ.
[1] ـ رواه ابن أبي الحديد في شرحه 3: 325 عن نصر بن مزاحم المنقري (ت 212) ، واستشهد ابن الأثير (ت606) في النهاية 3: 299 «عمس» بقوله (عليه السلام): «ألا وإنّ معاوية قاد لمة من الغواة، وعمس عليهم الخبر»، وكذلك في لسان العرب 6: 147.
[2] ـ استطعموكم القتال: كلمة مجازية معناها: طلبوا القتال منكم، كأنّه جعل القتال شيئاً يستطعم.
[3] ـ عمس ـ بالتشديد والتخفيف ـ : أبهم عليهم الخبر وجعله مظلماً.